في لقاء مهم بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة أحمد الحشاني، تم تناول سير العمل الحكومي والتحديات التي تواجه البلاد في زمن الحاجة، وقد كان اللقاء مفعما بالمعاني القوية والتوجيهات الدقيقة، حيث تم التأكيد على أهمية الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وشعبه.
بدأ رئيس الجمهورية بالتطرق إلى أهمية توفير أفضل الظروف لتسهيل إجراءات عودة التونسيين من الخارج، فقد أكد على ضرورة تحسين جودة الخدمات المقدمة في الموانئ الجوية والبرية والبحرية، وضمان توفير الدعم اللازم للمواطنين المقيمين بالخارج قبل عودتهم وأثناء إقامتهم في تونس، مما يعكس التفكير الاستراتيجي والرؤية المستقبلية للحكومة في توفير الرعاية الشاملة للمواطنين وتلبية احتياجاتهم.
وفي سياقٍ آخر، تم مناقشة سير العمل في المرافق العمومية وضرورة تحسين أداء المسؤولين وضمان الجديّة في أداء مهامهم. فالمصالح المشتركة للمواطنين يجب ألا تتعرض للتعطيل أو التأخير بسبب تقصير المسؤولين، وهنا يبرز دور الإخلاص والتفاني في العمل العام، حيث يجب أن يتحمل كل مسؤول مسؤولياته بكل جدية واجتهاد، وأن يضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار.
ومن هنا، يستنتج رئيس الجمهورية أننا في زمن الحاجة إلى تلبية مطالب الشعب واتخاذ القرارات المصيرية دون تردد، فالإخلاص للوطن ليس مجرد شعار يرفع، بل هو مفهوم يجب أن يتجسد في أفعالنا اليومية، اذ إن الثورة التونسية التي جسدت إرادة الشعب ورغبته في الحرية والكرامة، تحتاج إلى تحقيقها وتجسيدها في كل يوم وفي كل مستوى من مستويات الحياة الوطنية.
في الختام، يجب أن ندرك أن الإخلاص والتفاني للوطن ليسوا مجردا على طبعة سابقة من الخطاب الرئاسي القوي للسيد قيس سعيد، رئيس الجمهورية، يتجلى الدور المهم للمسؤولين في تلبية تطلعات الشعب وتحقيق تقدم البلاد، كما لابد من أن يكون الإخلاص للوطن والتفاني في العمل ركيزتين أساسيتين لكل مسؤول، حيث يجب أن يعمل بجد واجتهاد لضمان استقرار البلاد وتقدمها.
اذ إن الإخلاص للوطن يشير إلى التفاني العميق والولاء الكامل لخدمة البلاد والمواطنين، فهو الشعور بالمسؤولية والالتزام بتحقيق المصالح العامة دون أن تتدخل الأجندات الشخصية أو المصالح الضيقة، و يعكس الإخلاص للوطن التفاني في العمل وتحقيق الأهداف الوطنية بصدق وأمانة.
بالمثل، يعزز التفاني في العمل الحكومي الجهود المبذولة لتحقيق التقدم والازدهار، فهو الاجتهاد والتفاني في أداء المهام المسندة وتحقيق النتائج الملموسة لصالح الشعب، ويعني التفاني أن يكون المسؤول ملتزما بتحقيق الأهداف المحددة وتنفيذ السياسات والإجراءات بكفاءة وفعالية.
إذا، في هذا السياق، يجب أن يتحلى المسؤولون بالإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والشعب، كما يجب أن يكونوا على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى لو كانت تتطلب تضحيات، ولابد من أن يكونوا ملتزمين بتقديم أفضل خدماتهم والعمل على تحقيق تطلعات الشعب في كل جوانب الحياة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن الإخلاص والتفاني للوطن ليسوا مجرد كلمات فارغة، بل هما قيم ومبادئ تحتاج إلى تجسيدها في أفعالنا اليومية، إنها دعوة لكل المسؤولين وأفراد المجتمع للعمل بإخلاص وتفاني لتحقيق مستقبل أفضل لوطننا وشعبنا، كما انها رسالة قوية ودقيقة تذكرنا بأن الوطن يحتاج إلى القادة الإخلاص والمخلصين الذين يسعون جاهدين لتحقيق التقدم والرفاهية للجميع.
ايمان مزريقي