نظمت دار الثقافة أحمد خير الدين بباب العسل ندوة علمية بعنوان "المرأة في الوسط الريفي: بين التحديات المناخية وآفاق القيادة والإنجاز"، وذلك بالتعاون مع جمعية النساء العربيات المتخصصات، وقد ادارت الندوة ليلي برقعة، وتضمنت مجموعة من الكلمات والمداخلات التي سلطت الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بواقع المرأة في الوسط الريفي ودورها في مواجهة التحديات المناخية وآفاق تمكينها من تحقيق طموحاتها القيادية.
في بداية الندوة، ألقت السيّدة عائدة المهذبي، مديرة دار الثقافة أحمد خير الدين بباب العسل، كلمة ترحيبية شكرت فيها الحضور والمشاركات في الندوة، وأكدت على أهمية تسليط الضوء على دور المرأة في الوسط الريفي وضرورة دعمها لمواجهة التحديات المختلفة، خاصة تلك المتعلقة بالتغيرات المناخية.
تلتها كلمة الدكتورة منجية اللبان بن بريك، رئيسة جمعية النساء العربيات المتخصصات، والتي أبرزت فيها أهمية تمكين المرأة في الوسط الريفي وتعزيز قدراتها القيادية لتصبح عنصرا فاعلا في تنمية مجتمعها، كما أكدت على ضرورة تظافر الجهود بين مختلف مكونات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص لتحقيق هذا الهدف.
شملت الندوة عدة محاور ومداخلات، حيث قدمت رنية الحاجي، رئيسة لجنة الحقوق والحريات بالبرلمان، مداخلة بعنوان "الواقع الحقوقي للمرأة في الوسط الريفي" تناولت فيها التحديات التي تواجهها المرأة الريفية في الحصول على حقوقها الأساسية وكيفية العمل على تجاوز هذه التحديات من خلال تفعيل القوانين والسياسات الداعمة للمرأة.
أما سامية زوالي، الخبيرة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، فقد سلطت الضوء في مداخلتها على أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة في الوسط الريفي ودوره في تعزيز استقلاليتها وتحسين ظروفها المعيشية، كما قدمت بعض النماذج الناجحة لمشاريع اقتصادية تقودها نساء ريفيات.
وركزت الدكتورة روضة قفراش، الخبيرة في مجال المياه، في مداخلتها على "تداعيات شح المياه على عمل المرأة في الوسط الريفي"، حيث ناقشت التأثيرات السلبية لشح المياه على الأنشطة الزراعية والرعوية التي تمثل المصدر الأساسي للدخل للعديد من النساء الريفيات. كما قدمت بعض الحلول المقترحة للتكيف مع هذه التحديات.
وفي محور آخر، ناقش هيثم القاسمي، الباحث في السياسات الريفية والنشاطات الفلاحية، "التكيف مع التغيرات المناخية في الوسط الريفي"، حيث قدم لمحة عن واقع التغيرات المناخية وتأثيرها على المناطق الريفية، وعرض بعض الاستراتيجيات والممارسات التي يمكن أن تساعد المجتمعات الريفية على التكيف مع هذه التغيرات.
أما إيمان جلجلي، المدربة التحفيزية في القيادة وتنمية الذات، فقد تناولت في مداخلتها "القيادة النسائية في الوسط الريفي والمناطق المهمشة"، حيث أكدت على أهمية تعزيز القيادة النسائية في هذه المناطق وكيف يمكن أن يساهم ذلك في تحسين الظروف المعيشية للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن المحلية، كما قدمت بعض النصائح والأدوات العملية لتطوير المهارات القيادية لدى النساء الريفيات.
هذا وتضمنت الندوة أيضا قصتين ملهمتين، الأولى قدمتها ميسر العطياني، وهي مناضلة من الريف الفلسطيني، حيث شاركت قصتها في النضال من أجل حقوق المرأة في مجتمعها الريفي والتحديات التي واجهتها وكيف تمكنت من تجاوزها.
أما القصة الثانية فكانت بعنوان "امرأة تحدث المستحيل" قدمتها شهرزاد بن خالد، حيث تحدثت عن امرأة ريفية تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الأعمال رغم الظروف الصعبة، وأكدت على أهمية الإصرار والعزيمة في تحقيق الطموحات.
لتختتم الندوة بمناقشة أهمية القيادة النسائية في بناء جيل المستقبل، حيث تم التأكيد على ضرورة كسر الصور النمطية عن المرأة المهمشة وتمكينها من أن تصبح قائدة مؤثرة قادرة على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعها، كما تم مناقشة سبل غرس ثقافة القيادة بين نساء تونس وتشجيعهن على تخطي التحديات وبلوغ أعلى المراتب.
وفي الختام، أكدت الندوة على أن المرأة في الوسط الريفي تمتلك قدرات هائلة على الصمود والإبداع، وأن تمكينها ودعمها لتصبح قائدة في مجتمعها سيساهم بشكل كبير في مواجهة التحديات المناخية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تونس.
ايمان مزريقي