اختر لغتك

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

تحولت ظاهرة تواجد الشبان العاطلين عن الدراسة أمام المعاهد الثانوية في تونس إلى مشهد يومي مقلق يثير تساؤلات عديدة حول تأثيرها على التلاميذ ونظامهم التعليمي. ما زاد من تفاقم الوضع هو الارتباط المتزايد بين هذه الظاهرة وتفشي تجارة المخدرات التي تجد في هذه الفضاءات، سواء أمام المدارس أو في المقاهي المجاورة، تربة خصبة لنشاطها.

مقالات ذات صلة:

الاحتفاظ بعدد من التلاميذ بتهمة الاعتداء على زميلهم بعد خلاف على إنستغرام في المهدية

العودة المدرسية في تونس: زيادة في عدد التلاميذ والمدرسين والمؤسسات التعليمية

ضبط أستاذ ثانوي بتهمة مساعدة تلاميذ البكالوريا على الغش مقابل المال

أبعاد الظاهرة: بين الفراغ والبحث عن الانتماء

الشبان الذين يتجمّعون أمام المعاهد ليسوا فقط ممن لم يكملوا دراستهم، بل هم أيضا جزء من مجتمع هامشي يجد في هذا التواجد وسيلة للتواصل أو الهروب من واقعهم. المعاهد تتحول إلى فضاءات يراقبها العاطلون عن كثب، فيما يسعى التلاميذ للخروج منها إلى المقاهي المجاورة، وكأنهم يبحثون عن عالم خارج الفضاء التعليمي الرسمي. المفارقة هنا تكمن في أن المقهى أصبح مكاناً بديلاً للمدرسة، حيث يتجمع فيه التلاميذ خلال أوقات الدروس وأحياناً خلال ساعات الفراغ، مما يجعلها نقاطًا محتملة لتأثيرات سلبية متعددة.

تجارة المخدرات: التهديد الخفي

في السنوات الأخيرة، رصدت العديد من التقارير الأمنية انتشار تجارة المخدرات أمام المعاهد، حيث يستغل المروجون القرب الجغرافي من التلاميذ لترويج السموم. هذه المخدرات تتراوح بين مواد خفيفة مثل السجائر المحشوة، وصولًا إلى عقاقير خطيرة كالمخدرات الاصطناعية. ظاهرة التجارة هذه تستهدف التلاميذ، الذين يتعرضون لضغوط اجتماعية كبيرة داخل وخارج أسوار المدرسة. وغالبًا ما يتم استدراجهم عبر زملائهم أو شبان عاطلين يتواجدون في محيط المعاهد.

العوامل الاجتماعية: التفكك والفراغ التربوي

يعتبر انتشار هذه الظاهرة نتيجة مباشرة لمجموعة من العوامل الاجتماعية. في مقدمتها، يُعد التفكك الأسري واحدًا من أهم الدوافع التي تجعل التلميذ عرضة للاستغلال. عندما يغيب الدور الرقابي للأسرة، تزداد فرص الانزلاق في أوساط خارجية، مما يجعل المدرسة عاجزة عن تعويض الفراغ التربوي الكبير الذي يعيشه بعض التلاميذ. أيضًا، يمثل ضعف الأنشطة اللاصفية في المدارس عاملًا آخر، حيث تفتقر المؤسسات التعليمية إلى برامج كافية لجذب التلاميذ بعد ساعات الدراسة.

الصورة العامة: تأثير الثقافة والتكنولوجيا

تتأثر ظاهرة تواجد الشبان أمام المعاهد أيضًا بتغير الثقافة العامة وتكنولوجيا المعلومات. فمع تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، يزداد الانجذاب نحو نمط حياة يتجاهل الالتزام التعليمي. التلاميذ الذين يشعرون بالإحباط أو الضغط قد يجدون في هذه الفضاءات ملاذًا بدلاً من مواجهة التحديات الأكاديمية.

هل تكفي الحلول الأمنية؟

رغم أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور هام في مكافحة انتشار المخدرات، إلا أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي. الحلول التربوية والاجتماعية ضرورية للقضاء على جذور الظاهرة. برامج الدعم النفسي للتلاميذ، توفير مساحات ترفيهية آمنة، وإدماج الشباب العاطلين في برامج تكوين مهني قد تكون وسائل فعالة للتصدي للظاهرة.

المعاهد كفضاء للتربية لا للتأثيرات السلبية

لتجنب تفاقم المشكلة، تحتاج المعاهد إلى تعزيز دورها التربوي والاجتماعي. يجب أن تتحول المدرسة إلى أكثر من مجرد مكان لتلقي الدروس؛ عليها أن تكون بيئة شاملة تحتوي التلاميذ، وتوفر لهم أنشطة تثقيفية وترفيهية تسدّ الفراغ الذي يهربون منه إلى المقاهي أو إلى الصحبة الخطرة.

خاتمة: مسؤولية جماعية

تظل مواجهة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة، تبدأ من البيت، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى مؤسسات المجتمع كافة، كي لا تتحول المدارس إلى محطات عبور إلى الانحراف والمخدرات. إن بناء مجتمع متماسك يتطلب جهدًا جماعيًا للتصدي لتأثيرات سلبية تزعزع مستقبل الأجيال القادمة.

آخر الأخبار

تحقيق: دروس التدارك خارج أسوار المؤسسة التربوية: ضرورة أم فوضى؟

تحقيق: دروس التدارك خارج أسوار المؤسسة التربوية: ضرورة أم فوضى؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

تدريس مادة المسرح في المدارس الإعدادية في تونس: ضرورة تربوية أم ترفيه عابر؟

تدريس مادة المسرح في المدارس الإعدادية في تونس: ضرورة تربوية أم ترفيه عابر؟

نوبات الهلع: حين يتحول الخوف إلى تهديد قاتل للجسم

نوبات الهلع: حين يتحول الخوف إلى تهديد قاتل للجسم

كينيث سيماكولا يقود أوغندا إلى كأس أمم إفريقيا: تألق لافت يجعله ورقة رابحة للنادي الإفريقي

كينيث سيماكولا يقود أوغندا إلى كأس أمم إفريقيا: تألق لافت يجعله ورقة رابحة للنادي الإفريقي

Please publish modules in offcanvas position.