أكّد رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، اليوم الجمعة، حاجة بلاده إلى "دور ثقافي فعال يشجّع على الحياة ويوحّد الشعوب في ظل ما تعيشه المنطقة من تفاقم لظاهرتي الإرهاب والتطّرف."
وجدّد الشاهد خلال كلمة له في اجتماع وزراء الثقافة لدول الحوض الغربي للمتوسط "حوار 5+5 ثقافة" "حرص تونس على إيلاء التعاون الثقافي المتوسطي أهمية كبرى ..باعتبار أنّ الثقافة تؤسس لمعنى التقارب السياسي والاجتماعي من خلال خلق رؤية مشتركة تقوم على تقاسم القيم الكونية من اجل شراكة شاملة."
وتابع "نحن مدعوون لربط الصلة بين الفنانين والمهنيين في قطاع الثقافة وتنظيم تظاهرات ثقافية مشتركة بين هاته البلدان حتى تكون الثقافة مصدرا للاقتصاد التشاركي التضامني."
وبدأت أعمال حوار (5+5 ثقافة) اليوم، على أن ينبثق عنها "إعلان تونس"، الذّي ينُص على تشجيع السياسيات والمبادرات الثقافية وتكريس قيم التّسامح والتعاون والسّلم وحرية التّعبير والخلق والإبداع بهدف تكريس التقارب الثقافي بين هاته الشعوب ومناهضة كل أشكال التطرف.
وشارك في الاجتماع وزراء ثقافة تونس والمغرب وليبيا والجزائر وموريتانيا والبرتغال واسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا.
من جانبه اعتبر وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين أن هذه الاجتماعات تسهل التعاون الحقيقي بين تونس والبلدان الأوروبية والمغاربية وتيسر التنقل بالنسبة للفنانين والمبدعين في أبرز التظاهرات التي تنتظم بين ضفتي المتوسط كما تدعم المشاريع الثقافية الموجهة الشباب والمجتمع المدني من خلال تمويلات إضافية.
واضاف في تصريحات لوكالة "الأناضول" أن هذا التّعاون الأوروبي سيمكن تونس من استرجاع الآثار المنهوبة التي تقدر بمليارات الدُّولارات، معتبرا انّ "واقع الآثار في تونس ُمعضلة كبيرة، وهي تزخر ب30 موقعا ومعلما أثريا ولكن لابد من سياسة للمحافظة عليها من خلال التعاون الدولي فضلا عن التنسيق مع الداخلية والدفاع الوطني."
كما شدد على أنّ "الشراكات والاتفاقيات التي تفرزها مثل هذه اللقاءات غير كافية ما لم تكن هناك متابعة لتطبيقها.. لتغيير الواقع الثقافي في تونس الذّي يعتبر شبه مغيب في الجهات الداخليّة وهو ما يقتضي سياسة وتعاونا دوليا إقليميّا."