تشير تصريحات مسؤولي أكبر شركات التكنولوجيا أن عهد هيمنة الهواتف الذكية كمحور للابتكارات المتعلقة بالاتصالات يوشك على الانتهاء. ولا تبدو هذه القناعة شائعة بين الناس، لكن يبدو أن الشركات تملك مبررات للمراهنة على الساعات الذكية ونظارات الواقع المعزز لتكون محور الابتكارات المستقبلية.
لندن – تبدو تلميحات أكبر شركات التكنولوجيا أنها تستعد لتقديم ثورة تكنولوجية جديدة في قطاع الاتصال، وهي تؤكد أن الهواتف الذكية لم تعد محور رهاناتها في المستقبل القريب.
فقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة أبل مؤخرا بطريقة غير مباشرة إلى أن الشركة تراهن على مستقبل الساعات الذكية رغم النجاح المحدود الذي حققته حتى الآن، الأمر الذي يرجح قرب الإعلان عن مفاجآت جديدة.
وبدأت شركة مايكروسوفت الأميركية بالتخلي عن اهتمامها بصناعة الهواتف الذكية تمهيدا لدخول مرحلة ما بعد الهواتف، وأكدت “الهواتف الذكية ماتت بالفعل ولم تعد من أولوياتنا المستقبلية”.
وقال ألكس كيبمان رئيس مبتكري نظارات هولولينز لدى مايكروسوفت “أعتقد أن عهد هيمنة الهواتف الذكية باعتبارها المحور الرئيسي للابتكارات المتعلقة بالاتصالات انتهى الآن”.
وأقر بأن “ما نقوله عن نهاية عهد الهواتف الذكية يبدو غريبا ومجرد نظرة مستقبلية بعيدة، ولكن في الحقيقة نحن نتكلم عن مستقبل قريب جدا لن تكون فيه للهاتف الذكي أهمية كبيرة”.
ويرى خبراء تكنولوجيا الاتصالات أن نظارة الواقع المعزز “هولولينز” التي ابتكرتها مايكروسوفت ستكون أحد البدائل عن استخدام الهواتف الذكية.
وتقوم نظارة هولولينز بإسقاط صور ثلاثية الأبعاد بطريقة “الهولوغرام” أمام عين المستخدم لتمكنه من مشاهدة الصور والفيديو والنصوص الكتابية والتفاعل معها. وأوضحت الشركة أن نظارة الواقع الافتراضي تعتمد وحدة المعالجة ثلاثية الأبعاد، والمعروفة اختصارا باسم “أتش.بي.يو” إلى جانب المعالج “سي.بي.يو” ووحدة معالج الرسوم “جي.بي.يو”.
وأكدت مايكروسوفت أن وحدة المعالجة ثلاثية الأبعاد تعتبر معالجا مساعدا تم تطويره خصيصا لنظارة الواقع المعزز هولولينز.
ويقول محللون إن إعلان مايكروسوفت عن نهاية عهد الهواتف الذكية قد لا يكون مفاجأة كبيرة، في ظل تراجع مبيعات الهواتف الذكية مثل أجهزة أبل آيفون، في ظل تسارع ثورة الابتكارات التي تركز على النظارات والساعات والسماعات الذكية.
ويعتبر فريق مايكروسوفت لصناعة تقنيات الاتصالات من أهم منافسي شركة أبل حاليا. وقد اقتحمت مؤخرا قطاع أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية بجيل جديد من جهاز سيرفيس برو، الذي يجمع الجهازين في جهاز واحد.
وتمثل نظارة هولولينز طفرة نوعية وهي عبارة عن نظارة وسماعة رأس قادرة على توليد التفاعلي الذاتي، كما تحتوي على عدسات ذات درجة عالية الوضوح لتظهر صورا ثـلاثيـة الأبعـاد تحاكي العـالم الحقيقي.
ولم تتضح خطط شركة مايكروسوفت بالنسبة لهولولينز لكن من المتوقع أن تقوم الشركة بتطويرها مستقبلا لتصبح أصغر حجما، إضافة لتحسين عمر البطارية وقوة المعالج ومجال الرؤية.
وتواجه مايكروسوفت منافسة كبيرة من عدد كبير من نظارات الواقع الافتراضي، لكنها تنفرد بالصدارة في نظارات الواقع المعزز لعدم وجود نظارة تضاهي هولولينز. ويبدو أن أقرب منافس لها هي شركة ماجيك ليب.
وتؤكد تصريحات شركة أبل أنها تراهن على ساعتها الذكية بدرجة تفوق ما يعرفه الزبائن، رغم أن مبيعاتها لا تزال محدودة. ويكشف لك أنها قد تخبئ مفاجآت كبيرة في تطبيقاتها. وتهيمن ساعة أبل بلا منازع على قطاع الساعات الذكية.
وتشير البيانات إلى أن مبيعات ساعة أبل تتضاعف عاما بعد عام، رغم أن الرئيس التنفيذي للشركة لم يعط أرقاما دقيقة حول مبيعاتها على عكس ما تتبعه الشركة مع أجهزة آيفون وآيباد.
ويلمح كوك إلى أنه يراهن على مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء مثل أبل ووتش وسماعات الرأس رغم أن مبيعاتها لم تتجاوز 5.1 مليار دولار، ويذكر أن أبل تمتلك 40 بالمئة من سوق سماعات بلوتوث ونحو 11 بالمئة من إجمالي سوق سماعات الرأس.
وتؤكد شركة استراتيجي أنالاتيكس، التي تتابع مبيعات جميع الساعات الذكية حول العالم على أن ساعة أبل الذكية تفوقت بمسافة كبيرة على جميع الساعات خلال الربع الأول من العام الحالي.
ورغم إقبال جمهور واسع على ساعات أبل إلا أن الزبائن يرغبون بتطوير المزيد من التطبيقات في وقت يعمل فيه منافسون مثل أمازون وغوغل على تطوير تطبيقات للساعات الذكية.
وقال كوك مؤخرا “لا تتجاهلوا قيمة ساعة أبل الذكية التي ستزداد أهميتها يوما بعد يوم، الأمر الذي أثار تكهنات بشأن ما تخبئه أبل من ابتكارات في هذا المجال. وأضاف “لا أستطيع الإجابة على سؤال أين ستأخذنا الساعات الذكية؟ ولكن لدينا خط إنتاج عظيم حقا”.
وظهرت بعض التلميحات التي تشير إلى أن مهندسي أبل يقومون بتحسين تكنولوجيا التصغير وإنتاج رقائق سيليكون مصممة خصيصا لتوسيع مملكة الملحقات اللاسلكية.
وتؤكد مصادر مطلعة على خطط أبل أن قسم البحث والتطوير يعمل لتطوير نظارات الواقع المعزز وأن بداية إطلاقها ستكون قريبة.
ويقول نيل سيبارت، محلل شركة أبل “نعيش الآن في معركة أجهزة معصم اليد. وبدأنا بالفعل معركة أجهزة الأذن وقريبا ستبدأ معركة نظارات العين”.
ويمكن لهذه الخطوة أن توجه أنظار أبل نحو الاستحواذ على أشهر مصنعي النظارات مثل شركتي لوكسوتيكا وإيسيلور اللتين يبلغ إجمالي مبيعاتهما نحو 16 مليار دولار.