(1)
قبل القيامة بقليل
يقفز طائر من صدري
أو يتقد رماد حرف
في جفاف الحلق
سأهدم الفئة العليا من التعابير
لتكون لغتي
أكثر تكافؤا
مع الريح الفراشات
إقتفيت وداعة الأنهار
كي لا تظمأ جثتي
ستمرر المختلية بظلي
ما استنشقت
من العنبر والتمائم
لعلني أنتزع
تهافت الأحزان
من وعي الأطياف
هل كنا أجل إختلافا قبل التشابه؟
أم أصبحنا
أقرب تناسقا بعد الإفتراق؟
نرث ونورث اللغة و القوافي
هل تحصى عظام الموتى؟
ليتلألأ بريق الشمعدان
أم نشعل العويل شمعا ووردا
من أجل هذا
نتهيأ التوديع الشهداء
كل المرافئ
تدعو لمغادرة الكهوف
لا أملك إلا أجنحة طير (أبابيل) الإيقاع
(2)
قبل القيامة بقليل
يقفز طائر من صدري
خفقات لا تواسي
رعشة المنتظرات
غرب الموانئ ليلة الغيم
كنت عاريا
إلا من دقات قلبي
إحتشد الصمت
ضعي الخد على كفي
ضعي الكف على قبري
وحدها فوضى الغموض
تعشق صوتي
تراني أنبثق منك
أتعب أعود إلى
لا أملك إلا أدعية طير متدفق الإيقاع
(3)
قبل القيامة بقليل
يقفز طائر من صدري
يقين
لا يشبه إلهام متصوف
حين أعياه الظن
قال :نور قذفه الله في قلبي
كلما حان الرحيل
إمحت القرى والضفاف
آخر ما زخرفت
شعاع الوعي المتهاطل
من خفة الدمع
تضيق أو تتسع
ثقوب الناى
لا أملك إلا أجنحة طير هائل السماوات
(4)
قبل القيامة بقليل
يقفز طائر من صدري
أفيض
مبتعدا عني ومني كنت أنسل
طائعا
ألج مجالس السحر
لماذا تأبد الحرف أضلعي؟
طالت خلوة الليل بالقمر
ليست لي لغة أخرى لأزيل
(كاف) التشبيه من قداسة البيان
هذا (الحائط)
جدول ضوء
يمجد
ما تطاير من دمي وعظامي
لا يذكر
ورثة التيه واللعنات
تعثرت
بما يشبه الفخار في خرافة
الأفران
لا الحارق تأججت
ولا التوابيت رفعتها الأكتاف
أبصرتني
حائكات كفني
كنت
أتدلى
خطوة نحو قبري
أحي الله
أبتسم للملائكة
ولا أستظل إلا بظلي
عبدالواحد عمري (تونس)