كيف لي
أن أحبّ وأجتبي
نعم الحياة وأشتهي
وأنعم بالموقد
والمرقد
كيف لي أن أحتفى بالمولد
وألبس ثوبا اّنيقا
من الحرير مطرّز
وأسمع نغما شجيّا
له النفوس تستجيب وتنحني
عند الوصال وتشتهي
كيف لي
والقلب يعتصر بصدري
والفؤاد قد أصيب بمقتل
من حجم هول المشهد
من محرقة لا تنتهي
أشلاؤهم متناثرة اذ تقتفي
كيف السّبيل لجمعها كي تلتقي
والقصف وحش جاثم لا يكتفي
أخبار غزّة قد أقضّت مضجعي
ويح قلبي ومهجتي
من غاصب لا يستحي
مستبدّ همجي
فلا مجالس حاسمة
ولا عروبة دافعة
كلّ الجهات بصمتها متواطئة
لكي تظلّ على الكراسي قابعة
وفي السّلام طامعة
من ذئاب جائعة
بلا ضمير ضارية
أشربت ذلاّ مقيتا
وارتضته طائعة
لك الله غزّة
إن شعبك معجزة
إن صبرك معجزة
قوّضت جحر العدوّ
أوقعته بمعضلة
إنّك التّاريخ فعلا
والبقيّة مهزلة
لو احتكمنا إلى العدالة
لَرُكِّعوا للمِقصلة
أيّها التّاريخ وثّق
قم بدور المحكمة
أن يظلّ الحقّ صاخب
تلك هيّ المغنمة
يا اله الكون جبرا
بأن تزول المظلمة
لشعب غزّة قوس نصر
وللشّهيد المرحمة
نعيمة نوار (تونس)