سيكون ملعب رادس في تونس الخميس مسرحا لكلاسيكو حاسم بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي لحساب الجولة الـ18 من الدوري التونسي، وفضلا عن أن هذه المواجهة ستتسم كعادتها بالحماس والإثارة والتشويق فإنها ستكون مصيرية بخصوص التتويج باللقب.
تونس- تعد موقعة الترجي والنجم الساحلي كلاسيكو خاصا للكرة التونسية والذي سيتجدد بينهما الخميس ضمن منافسات الجولة الـ18 لمسابقة الدوري التونسي. وسيسعى الترجي الرياضي المتصدر إلى الفوز ليبتعد عن خصمه بـ11 نقطة وأيضا ليستعد كما يجب معنويا لمباراة ديربي العاصمة الأحد أمام الأفريقي الذي عاد إلى المنافسة على اللقب.
وتعول إدارة وجماهير الترجي على مواجهتي الكلاسيكو والديربي لحسم لقب البطولة بنسبة كبيرة واستعادة الأجواء الإيجابية قبل خوض إياب الدور التمهيدي الأول لدوري الأبطال أمام نادي الوئام الموريتاني خاصة أن الفوز في المباراتين من شأنه إلجام الذين شككوا في قدرات لاعبي باب سويقة بعد الفترة السلبية التي مروا بها مما دفع برئيس الهيئة المديرة حمدي المدب إلى إقالة البنزرتي وتعويضه بالكبير الذي أقيل بدوره ليخلفه بن يحيى.
وقد تُمثل الخسارة في إحدى المواجهتين خاصة لقاء الديربي الضربة القاصمة التي ستعصف بآمال جماهير الترجي وهيئته بالنظر إلى تأثير نتيجة لقاء الأجوار عادة على أجواء الفريق في حالتي الفوز والهزيمة. كما تعني الهزيمة في إحدى المواجهتين أو التعثر في كليهما اقتراب ثلاثي الملاحقة على مستوى أعلى الترتيب خاصة أن المواجهتين ستجمعان الفريق بملاحقيه المباشرين وهو ما من شأنه التقليص من حظوظ الفريق في الحفاظ على لقبه أو المراهنة على المركز الثاني المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم القادم.
رفع الأسهم
ويدرك المدرب خالد بن يحيى أن حسم مواجهتَيْ الكلاسيكو والديربي سيرفع أسهمه بعد غيابه لفترة طويلة عن الميادين إضافة إلى جعله يعمل في ظروف طيبة والتحضير جيدا لباقي مشوار دوري الأبطال الذي يمثل الهدف الأساسي لجماهير الترجي عامة ولحمدي المدب خاصة. وعقد بن يحيى لقاء صحافيا للحديث عن قمة الجولة.
المباراة ستكتسي بعدا ثأريا بين الترجي بطل الموسم الماضي ووصيفه النجم الساحلي، إلى جانب المرحلة الصعبة التي عاشها الترجي مؤخرا في أعقاب الانسحاب من الكأس وتغيير الإطار التدريبي.
وأوضح بن يحيى أن المباراة ستكون مهمة لكنها غير حاسمة، واللاعبون مطالبون باستعادة تركيزهم الذهني، خصوصا وأن المنافس من قيمة النجم الساحلي، مشيرا في ذات السياق إلى أن الهاجس الأول للطاقم الفني للترجي هو استعادة الفريق لطابع أدائه المميزة.
وأكد خالد بن يحيى أن إشراك المهاجم طه ياسين الخنيسي رهين موافقة الطاقم الطبي والمعد البدني. فيما يخص المدافع علي المشاني الذي تعرض إلى إصابة قوية، وموسمه في حكم المنتهي، ذكر بن يحيى أنه يمتلك البدائل في الخط الخلفي في طليعتهم منتصر الطالبي وأسماء أخرى لم يفصح عنها. وفي سياق متصل اجتمع رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب بمهاجم الفريق طه ياسين الخنيسي وتم الاتفاق على تمديد عقد الأخير مع فريق باب سويقة لموسمين إضافيين، ليستمر حتى جوان 2021.
وتلقى الخنيسي العديد من العروض الاحترافية الهامة في أوروبا وفي الخليج إلا أن إدارة الترجي رفضتها وتشبثت بخدمات هداف الفريق الذي أكد أيضا رغبته في مواصلة المشوار مع الترجي من أجل الحصول على دوري أبطال أفريقيا.
ويرى الخنيسي أن بقاءه في فريق باب سويقة يجعله قريبا من ضمان مكان في تشكيلة منتخب تونس قبل مونديال روسيا 2018.
يذكر أن ياسين الخنيسي (26 عاما) بدأ مسيرته الاحترافية في الترجي الرياضي سنة 2009 قبل أن يغادره في 2012 ليلتحق بالنادي الصفاقسي لكنه عاد من جديد إلى باب سويقة في 2015 ولعب معه 69 مباراة سجل خلالها 45 هدفا.
في الطرف المقابل يتطلع النجم إلى الانفراد بالمرتبة الثانية وفك الارتباط مع شريكيه النادي الصفاقسي والنادي الأفريقي. مجموعة النجم الساحلي اكتمل نصابها بعودة كل اللاعبين لكن الشك يبقى متعلقا بالمدافع رامي البدوي الذي ما زال يعاني من إصابة على مستوى الظهر، لكنها لن تحرمه مبدئيا من المشاركة في كلاسيكو رادس.
مضوي عقدة الترجي
سبق للمدرب الجزائري خيرالدين مضوي أن واجه الترجي الرياضي في دور مجموعات كأس رابطة الأبطال الأفريقية 2014 مع وفاق سطيف الذي انتصر في رادس وعجّل بإقالة الهولندي رود كرول من تدريب شيخ الأندية التونسية وقتها وأجبر الترجي إيابا على اقتسام النقاط في ملعب النار والانتصار بهدفين لمثلهما وهي النسخة التي توج بها الوفاق على حساب مازمبي الكونغولي. النجم منذ قدوم مضوي اتخذ مسارا تصاعديا ولم يفرّط إلا في نقطتين فقط أمام جاره الاتحاد المنستيري عندما تعادل معه في الجولة الماضية سلبا.
ويواصل فريق النجم الرياضي الساحلي تحضيراته للقاء. وحضر رضا شرف الدين، رئيس النادي، تدريبات الفريق اليوم لتحفيز اللاعبين قبل المباراة المرتقبة. وتواجد شرف الدين برفقة رئيس فرع كرة القدم بالنادي، فهد العجيمي، حيث صافح اللاعبين والجزائري خيرالدين مضوي مدرب الفريق ودخل في حوار مطول مع المهاجم المصري عمرو مرعي وقائد الفريق عمار الجمل. في سياق متصل ستشهد تشكيلة النجم الساحلي في كلاسيكو الترجي عودة اللاعب إيهاب المساكني بعد استيفاء عقوبة الإيقاف. يذكر أن الجامعة التونسية لكرة القدم أسندت للحكم كريم الخميري مهمة إدارة مباراة الكلاسيكو بين الترجي والنجم.
هذه هي المرة الـ119 التي يلعب فيها الكبيران وجها لوجه على مستوى كل البطولات حيث كانت الغلبة لأبناء باب سويقة بالفوز 44 مرة في حين تفوق أبناء سوسة 37 مرة وانتهت 38 مباراة بالتعادل سلبيا وإيجابيا. فعلى ملعب رادس تمكن الترجي من الفوز في 30 مباراة وفاز النجم الساحلي في 10 مباريات وانتهت 19 مواجهة بالتعادل.
وكانت أعلى نتيجة من نصيب النجم الساحلي الذي حقق الفوز بخمسة أهداف مقابل هدف في الدوري التونسي يوم 9-1-2011 أما أكبر فوز فقد كان بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف يوم 13 ماي 2009.