النجمة التونسية تسعى لإلهام الأجيال الشابة بعد الانتصار التاريخي بصعودها لدور الثمانية في بطولة أستراليا.
صنعت التونسية أُنس جابر التاريخ في بطولة أستراليا المفتوحة، وأصبحت أول لاعبة عربية تصعد إلى ربع نهائي في البطولات الأربع الكبرى. وجاء تأهل أُنس جابر بعد فوزها على الصينية وانغ شيانغ. وكانت جابر هزمت كارولين وزنياكي المصنفة الأولى عالميا سابقا في الدور السابق، لتنتهي مسيرة اللاعبة الدنماركية في ملاعب التنس بعد أن أعلنت الاعتزال إثر أولى البطولات الأربع الكبرى للموسم الحالي.
ملبورن - تأهّلت اللاعبة التونسية أُنس جابر إلى ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، بعد فوزها في ملبورن على منافستها الصينيّة وانغ شيانغ، التي تغلّبت على بطلة العالم السابقة، الأميركية سيرينا ويليامز.
وبهذا التأهّل أصبحت أُنس جابر أول لاعبة تونسية وعربية تبلغ ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى الأربع في كرة المضرب ضمن “غراند سلام”. وحققت جابر المصنفة 78 عالميا، انتصارات مذهلة، بعد أن تغلبت على الدنماركية، كارولين فوزنياكي، المصنفة الأولى عالميا سابقا في آخر مباراة رسمية.
وسبق لها أن فازت أيضا على البريطانية، جوهانا كونتا في الدور الأول، وعلى الفرنسية كارولين غارسيا في الدور الثاني. وعلى الرغم من تخلّفها في المجموعة الأولى، بنتيجة 1 – 4، فقد نجحت جابر في إدراك التعادل لتفرض جولة فاصلة، حسمتها لصالحها.
وتعادلت الأرقام في الجولة الفاصلة 4 – 4 قبل أن تفوز جابر بالنقاط الثلاث التالية وتحسمها لصالحها. وحققت أنس جابر أفضل نتائجها في عالم الكرة الصفراء في بطولتي رولان غاروس 2017، وفلاشينغ ميدوز 2019 حين بلغت الدور الثالث لكلتا البطولتين.
وأعربت النجمة التونسية عن أملها في أن يساهم إنجازها في إلهام الأجيال الشابة في الدول العربية. وقالت جابر “أنا أحاول إلهام العديد من الأجيال الشابة في تونس أو العالم العربي لاسيما في أفريقيا، وهذا أمر مدهش”.
أنس جابر حققت أفضل نتائجها في عالم الكرة الصفراء في بطولتي رولان غاروس 2017 وفلاشينغ ميدوز 2019
وأضافت عن إنجازها “الأمر ليس مستحيلا والحقيقة أنني حققته. لقد تدربت في تونس منذ عمر الثالثة حتى الـ16 أو الـ17 عاما وبالتالي أنا منتج تونسي بحت”.
وقبل جابر المصنفة أولى على الصعيد الأفريقي حاليا، كانت أفضل نتيجة للاعبة عربية مسجلة باسم مواطنتها سليمة صفار التي بلغت الدور الثاني في بطولات ويمبلدون ورولان غاروس والولايات المتحدة في مطلع الألفية الثانية. وتابعت جابر بالتالي عروضها القوية في هذه البطولة. وقالت جابر “أنا أرتجف، الأمر لا يصدق، لا أستطيع وصف المشاعر التي تختلجني”.
وعلى الرغم من تخلفها 1 – 4 في المجموعة الأولى نجحت جابر في إدراك التعادل لتفرض جولة فاصلة حسمتها في صالحها علما بأن اللاعبة الصينية حصلت على كرة الحسم في هذه المجموعة على إرسال جابر في الشوط التاسع لكن الأخيرة نجحت في إنقاذ الموقف. وتعادلت الأرقام في الجولة الفاصلة 4 – 4 قبل أن تفوز جابر بالنقاط الثلاث التالية وتحسمها لصالحها.
واعتبرت جابر أن حسمها هذه المجموعة كان مفتاح فوزها في المباراة، “لم أستسلم في المجموعة الأولى وكنت أدرك أن الجولة الفاصلة ستكون في غاية الأهمية بالنسبة إلي. أنا سعيدة جدا للطريقة التي لعبت بها لاسيما في المجموعة الثانية”. واتضحت سيطرة جابر في المجموعة الثانية حيث تقدمت 5 – 0 قبل أن تحسم المباراة 6 – 1 على حساب الصينية المصنفة أولى في بلادها.
وستلتقي جابر في الدور التالي مع الأميركية صوفيا كينن الفائزة على مواطنتها المراهقة كوكو غوف 6 – 7 (5 – 7) و6 – 3 و6 – 0. وستكون المباراة ثأرية لجابر في مواجهة كينن بعد أن خسرت أمامها في دورة هوبارت الأسترالية العام الماضي وانسحبت أمامها في مايوركا الإسبانية. وقالت أُنس جابر، في غمرة فرحتها بالتأهل إلى ربع النهائي “سأواجه منافسة قوية. كينن سبق لها أن هزمتني وسأكون أمام فرصة للثأر منها، والأكيد أن المباراة ستكون بيننا قوية”.
وعن مدى تفاعل مواطنيها في الديار مع هذا الإنجاز قالت جابر “أنا أتلقى العديد من الرسائل لاسيما من أشخاص يستيقظون في ساعات الفجر الأولى لمتابعة مبارياتي. أنا فخورة جدا. آمل أن يستمروا في مشاهدتي ليس فقط في البطولات الكبرى بل في الدورات الأخرى. سيكون الأمر مدهشا حقا. أتمنى أن أكون مثالا يحتذى به”.
وتحدثت عن كرة المضرب في بلادها بقولها “ثمة العديد من الأندية والعديد من الملاعب. على العموم نفضل اللعب على الملاعب الترابية في تونس. لقد تغيرت أمور كثيرة منذ أن توجت بلقب فئة الشابات عام 2011 (رولان غاروس)”.
وأضافت “لم يكن الأمر سهلا بعد الثورة لأن الأمكنة لم تكن آمنة، أما الآن فعادت الأمور إلى طبيعتها. لا نملك خبرة واسعة، كانت لدينا اللاعبة سليمة صفار التي دخلت ضمن نادي المئة الأوليات في تصنيف اللاعبات. هناك أيضا مالك الجزيري حاليا في صفوف الرجال الذي يمكن أن يشاطر تجربته مع الأجيال الصاعدة أيضا”.
وبدأت جابر ممارسة كرة المضرب في عمر الثالثة وتوجت بلقب رولان غاروس للشابات في 2011 بفوزها على البورتوريكة مونيكا بويغ، قبل أن تنقل الطفلة المشاغبة موهبتها إلى ساحة المحترفات وتحقق في 2017 أول فوز على لاعبة بين العشر الأوليات بتخطيها السلوفاكية دومينيكا تشيبولكوفا.