شركات التكنولوجيا انضمت إلى العقوبات المفروضة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا.
بكين- كسرت الصين الحصار الرقمي المفروض على روسيا في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ اشترت إعلانات على فيسبوك تروج لوجهات نظر موالية لروسيا ومناهضة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بالتزامن مع غزو موسكو لأوكرانيا، وفق ما توصل إليه تقرير من موقع “أكسيوس”.
وانضمت شركات التكنولوجيا إلى العقوبات المفروضة على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا. وكانت شركة ميتا المالكة لفيسبوك قد أعلنت في الأسبوع الماضي أنها ستحظر إعلانات وسائل الإعلام الحكومية الروسية وستتوقف عن التوصية بمحتواها. كما حظر موقع يوتيوب المملوك لغوغل منشورات القنوات الرسمية الروسية “آر.تي” و”سبوتنيك”. وأعلنت شركة غوغل عن تعليق قدرة وسائل الإعلام الروسية التي تموّلها الدولة على جني الأموال في منصاتها.
إلا أن خطوة شركة ميتا مثلا ضد روسيا لم تمنع دولا مقربة من موسكو، وعلى رأسها الصين، من استخدام قنواتها الحكومية لشراء الإعلانات والترويج لخطاب موال للكرملين.
ويشير “أكسيوس” إلى أن الإعلانات يتم عرضها من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الصينية CGTN، وتستهدف جمهورا عالميا.
وفي 2020 قالت شركة ميتا إنها ستشرع في منع وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدول من شراء الإعلانات في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن ذلك لا يزال ممكنا. وتتوفر هيئة التلفزيون الصينية التي تسيطر عليها الدولة على ما يقرب من 118 مليون متابع في فيسبوك و2.4 مليون متابع في إنستغرام.
ويقول التقرير إن الهيئة وضعت ما لا يقل عن 21 إعلانا على فيسبوك هذا الشهر، معظمها نشرات إخبارية حول الحرب أو إحاطات إعلامية من المسؤولين الصينيين.
ورفضت شركة ميتا الإفصاح عن المبلغ الذي تصرفه الهيئة الصينية على هذه الإعلانات أو البلدان التي استهدفتها. ويقول الموقع إن عملية بحث أظهرت أن من بين الدول المستهدفة بالإعلانات الصينية هونغ كونغ وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان.
والكثير من هذه الإعلانات مقاطع من نشرات أخبار CGTN، وتتمحور حول وجهات نظر مؤيدة لروسيا ومناهضة لحلف شمال الأطلسي.
وتدعم وسائل الإعلام المحلية في الصين الدعاية الروسية حول الحرب وتضخم بشكل منهجي نقاط الحديث المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وسبق أن رفضت الصين إطلاق مصطلح “الغزو” الذي أوردته وسائل الإعلام الغربية عن تحركات روسيا العسكرية ضد أوكرانيا. وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ عن استيائها من نعت الصحافيين الغربيين للعملية العسكرية الروسية بـ”الغزو”.
وتابعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية “في ما يتعلق بتعريف الغزو، أعتقد أننا يجب أن نعود إلى كيفية عرض الوضع الحالي في أوكرانيا؛ للقضية الأوكرانية خلفية تاريخية معقدة للغاية استمرت حتى اليوم. هذا ما لا يريد الجميع تبيّنه”.
وأكدت أن الصين تتفهم ما وصفته بـ”مخاوف روسيا المشروعة” بشأن الأمن.
وكانت مؤسسة إعلامية تابعة للحزب الشيوعي الصيني كشفت -“عن طريق الخطأ”- “التعليمات” التي أصدرها الحزب الحاكم في ما يتعلق بالتغطية الإخبارية لأزمة روسيا وأوكرانيا. ونشر حساب “هوريزون نيوز” التابع لمؤسسة “بكين نيوز” رسالة تشير إلى صدور تعليمات تقضي بعدم نشر أي قصص مناهضة لروسيا أو مؤيدة للغرب، ثم حذف المنشور لاحقا.