وكالة الفضاء الأميركية في مهمة لاكتشاف الجانب المظلم من القمر.
ضمن التسابق على غزو الفضاء تستعد “ناسا” لاكتشاف الجانب المظلم من القمر بواسطة صاروخ “أس. أل. أس” الذي سيخضع لاختبارات مكثفة قبل إرساله - في حال نجاحها - إلى القمر خلال الصيف القادم.
واشنطن - بدأ الصاروخ الجديد لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الخميس أول انتقال له باتجاه منصة الإطلاق، حيث سيخضع لجملة من الاختبارات قبل إرساله - في حال نجاحها- إلى القمر خلال الصيف المقبل.
وقد ترك صاروخ “أس. أل. أس” مبنى التجميع في مركز كينيدي الفضائي بولاية فلوريدا الخميس، في رحلة مدتها إحدى عشرة ساعة للانضمام إلى منصة الانطلاق “39 بي” الواقعة على بعد ستة كيلومترات ونيّف من المركز.
ويبلغ طول هذا الصاروخ -باحتساب الكبسولة الفضائية أوريون المعلقة على رأسه - 98 مترا؛ أي أنه أعلى من تمثال الحرية، لكنه أقل ارتفاعا بقليل من صاروخ “ساتورن 5” الذي استُخدم في إرسال البشر إلى القمر خلال مهمات “أبولو” والذي بلغ طوله 110 أمتار.
غير أن “أس. أل. أس” سينتج 39.1 ميغانيوتن من الضغط، أي أكثر بـ15 في المئة من “ساتورن 5”، ما سيجعله الصاروخ الأقوى في العالم حالياً.
لكنّ تكلفة هذا “الرمز” باهظة، إذ سيكلف إطلاق العمليات الأربع الأولى ضمن برنامج “أرتيميس” للعودة إلى القمر 4.1 مليار دولار، وفق ما كشف عنه المفتش العام في وكالة الفضاء الأميركية بول مارتن أمام الكونغرس خلال الشهر الجاري.
وفور بلوغ منطقة الانطلاق يصبح أمام المهندسين ما يقرب من أسبوعين لإجراء جملة من الاختبارات قبل القيام بتجربة عامة تسبق موعد الإطلاق.
وفي الثالث من أبريل سيملأ فريق العمل أكثر من ثلاثة ملايين لتر من الوقود المبرّد في الصاروخ وسيجري عداً عكسياً تجريبياً لكل مرحلة حتى اللحظات العشر الأخيرة، دون تشغيل المحركات.
بعد ذلك سيُسحب الوقود من الصاروخ لإجراء تجربة على عملية إطلاق غير مكتملة بطريقة آمنة.
وحددت “ناسا” شهر مايو المقبل موعدا تقريبيا أوّل لإطلاق مهمة “أرتيميس 1” القمرية غير المأهولة التي يجتمع فيها لأول مرة صاروخ “أس. أل. أس” وكبسولة “أوريون”.
وسيضع “أس. أل. أس” في بادئ الأمر “أوريون” في المدار الأرضي المنخفض، قبل إجراء عملية “دخول في مدار انتقالي قمري” بفضل طبقته العليا.
هذه العملية ضرورية لإرسال “أوريون” على بعد أكثر من 450 ألف كيلومتر من الأرض وما يقرب من 64 ألف كيلومتر ما بعد القمر، أي إلى ما هو أبعد من أي مسافة تصلها أي مركبة فضائية مأهولة أخرى.
وخلال مهمتها الممتدة على ثلاثة أسابيع ستنشر “أوريون” عشرة أقمار اصطناعية تسمى “كيوب ساتس” ولا يتعدى حجمها علبة أحذية، وستجمع معلومات عن الفضاء السحيق.
وستنتقل الكبسولة نحو الجزء المظلم من القمر بفضل أجهزة دفع مقدمة من وكالة الفضاء الأوروبية قبل أن تعود إلى الأرض.
وستهبط على المياه في المحيط الهادئ قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا.
وسيتعين الانتظار حتى تسيير مهمة “أرتيميس 2” المرتقبة في 2024 لتسجيل أول رحلة تجريبية مأهولة.
وآنذاك ستدور الكبسولة حول القمر دون الهبوط على سطحه، فيما ستحمل مهمة “أرتيميس 3” المرتقبة في 2025 على أقل تقدير أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة ستطأ أقدامهما القمر في القطب الجنوبي لهذا الجسم الفضائي الجديد.
وتسعى “ناسا” لأن تختبر على القمر بعض التقنيات التي تنوي استخدامها خلال مهماتها الفضائية المستقبلية نحو المريخ في ثلاثينات القرن الحالي.
كما أن وضع “أس. أل. أس” في المدار من شأنه السماح له بالانضمام إلى فئة الصواريخ من الوزن “الثقيل جداً”، والتي تضم حتى الساعة “فالكون هافي” من “سبايس إكس”، وهو صاروخ أصغر من نظيره “أس. أل. أس”.
وتطور الشركة المملوكة من إيلون ماسك صاروخا آخر لاستكشاف أعماق الفضاء هو “ستارشيب” القابل لإعادة الاستخدام بالكامل، والذي قال الملياردير إنه سيكون جاهزا لاستعماله في تجربة مدارية هذا العام.
وسيكون إجراء مقارنة بين الصاروخين معقدا لأن “أس. أل. أس” مصمم ليبلغ مباشرة وجهته ا، فيما تعتزم “سبايس إكس” وضع صاروخ “ستارشيب” في المدار ثم إعادة تموينه لتوسيع مداه.