تشير الإحصائيات والأرقام إلى التنامي المطرد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع، إذ باتت هذه المنصات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثيرين. لكن هذا الاستخدام المتزايد يأتي مع مجموعة من التحديات والمخاطر التي تؤثر سلبًا على السلوكيات الاجتماعية والنفسية.
مقالات ذات صلة:
إيداع راشد الخياري السجن: تنفيذ حكم بالسجن 6 أشهر بتهمة الإساءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي تتاجر ببيانات المستخدمين دون قيود
التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي
في حديثه عن هذا الموضوع، يشير الدكتور مهدي المبروك، الخبير في علم الاجتماع ووزير الثقافة الأسبق، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت سلاحًا ذا حدين. من جهة، تتيح للفئات الشعبية فرصة الظهور والتعبير عن أنفسهم، بينما من جهة أخرى، تساهم في نشر محتوى يغذي السلوكيات القصوى. يصف المبروك هذا الوضع بأنه "عصر التكالب والرغبة في الظهور"، حيث يتفاخر الناس بعدد المتابعين والمشاهدات، مما يجعلهم في كثير من الأحيان يتجاوزون الحدود الأخلاقية.
التلصص والسلوكيات المرضية
يشير المبروك إلى وجود ظاهرة "التلصص" التي تترافق مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتلذذ البعض بمشاهدة خصوصيات الآخرين. ويصف ذلك كنوع من "السكيزوفرينيا"، حيث يعبّر الناس عن استيائهم من هذه السلوكيات في الوقت الذي يشاركون فيه بنشاط في "اللعبة".
تأثير التعليم والثقافة
يؤكد المبروك أن المجتمعات تجد نفسها أمام معضلتين: إما حظر وسائل التواصل مما يعتبر اعتداءً على حق الناس في النفاذ إلى المعلومة، أو دعم العائلة لأبنائها في استخدام هذه الوسائل بشكل ناضج وعقلاني. ويشير إلى أن الأساليب الناجحة لمواجهة هذه التحديات تتطلب جهدًا طويل الأمد.
المشهد العام
المشهد العام الذي يصفه المبروك يبدو سوداويًا، حيث تؤكد الدراسات أن ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي يسهم في تقليص التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي. وفي المقابل، تزداد المهن الهشة في القاع الخلفي للمجتمعات في عصر التكنولوجيا، مما يساهم في انهيار الخطوط الحمراء الأخلاقية.
تبقى وسائل التواصل الاجتماعي موضوعًا مثيرًا للجدل، تحتاج المجتمعات إلى التعامل معها بحذر ووعي. إن إدراك المخاطر المرتبطة بها وفهم تأثيراتها على سلوك الأفراد يمكن أن يساعد في بناء مجتمع صحي ومتوازن، يتجاوز السلبيات ويستفيد من الإيجابيات.