عودة للأسواق التقليدية وانفتاح على أخرى جديدة، وانتقاد لجودة الخدمات التي توفرها السياحة المحلية.
تونس - تؤكد المؤشرات الحالية أن الموسم السياحي في تونس سيكون ناجحا هذا العام، إذ يقدر الخبراء أن يشهد القطاع انتعاشة خاصة مع ارتفاع عدد الحجوزات في النزل وتوافد أعداد كبيرة من السياح الأجانب.
وقال محمد علي التومي الرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، لـ“العرب”، إن “المؤشرات تنبئ بموسم سياحي طيب خاصة على مستوى عدد الوافدين على تونس”. وأوضح أن زوار تونس الأجانب سيكونون أساسا من الجزائريين والأوروبيين (من فرنسا وإيطاليا وألمانيا).
وتطرق لقاء جمع رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، الثلاثاء، برئيس الحكومة يوسف الشاهد في قصر الرئاسة بقرطاج بشكل خاص إلى الإجراءات المتخذة لضمان حسن سير الموسم السياحي الصيفي وعودة التونسيين المقيمين خارج الوطن.
في المقابل يتوقع المسؤولون المحليون في العديد من جهات البلاد ارتفاعا كبيرا في عدد السياح الأجانب في تونس.
ويقدر المندوب المحلي للسياحة في المنستير فواز بن حليمة أن تكون نسبة الحجوزات 100 بالمئة في جميع نزل الولاية خلال شهري يوليو وأغسطس من السنة الحالية.
وأكد بن حليمة في تصريح لإذاعة محلية خاصة أن هدف المسؤولين على قطاع السياحة في تونس يتمثل في تنويع الأسواق والانفتاح على أخرى جديدة إلى جانب زيادة الاهتمام بالأسواق التقليدية.
ولفت إلى أنه منذ أسبوعين استقبلت تونس وفدا سياحيا من كازاخستان، بالإضافة إلى عودة السوق البريطانية في وقت سابق.
ويقدر القائمون على قطاع السياحة بجهة المنستير عدد السياح بحوالي 15 ألفا أغلبهم من روسيا وفرنسا وبريطانيا.
وقال المندوب المحلي للسياحة إن نسبة السياح المقيمين في نزل المنستير وصلت إلى 89 بالمئة حاليا، متوقعا أن تبلغ النسبة خلال شهري يوليو وأغسطس القادمين الـ100 بالمئة.
واستقبل مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي، الأسبوع الماضي، 40 ألف سائح. وتضاعف عدد السياح الواصلين إلى هذا المطار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ووفق ما أفاد به المندوب المحلي للسياحة بجندوبة هشام المحواشي، فقد عاد النشاط السياحي في شمال تونس أيضا إلى نسقه الطبيعي، حيث سجلت مؤشرات أعداد الوافدين وفترات الإقامة في النزل بمدينة طبرقة التابعة لولاية جندوبة (شمال غرب تونس) تطورا بنسبة 5 بالمئة في الأيام القليلة الماضية.
وأكد المحواشي أن المؤشرات السياحية تشير إلى موسم سياحي قال إنه سيكون “واعدا”. وبحسب نفس المصدر فمن المتوقع أن القطاع سيشهد انتعاشة خلال شهري يونيو ويوليو من السنة الجارية، إذ سيزور تونس عبر المعابر الحدودية البرية حوالي 390 ألف جزائري.
وتقوم السلطات التونسية بالاستعدادات اللازمة لتأمين الموسم السياحي وتنظيم المهرجانات على كافة المستويات الأمنية والبيئية والتنظيمية وتحسين الخدمات السياحية واستقبال السياح المحليين والأجانب.
وفي أواخر ماي الماضي، أكدت النقابة الفرنسية لوكالات الأسفار أن حجوزات السياح الفرنسيين في تونس ارتفعت بأكثر من 200 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وقال رئيس النقابة رينيه مارك شيكلي، آنذاك، إن حوالي 650 ألف فرنسي ينوون قضاء عطلتهم الصيفية في تونس، مشددا على عودة ثقة السائح الفرنسي في الوجهة التونسية.
وينتقد الخبراء والعاملون في قطاع السياحة بتونس جودة المنتج التونسي، حيث يعتبرون أن الخدمات التي توفرها السياحة التونسية “متواضعة” وليست بالمستوى المطلوب.
وقال التومي إن المؤشرات والأرقام الإيجابية للعام الحالي “من المفترض أن تتزامن مع استعدادات حثيثة لإنجاح الموسم السياحي”.
وأفاد بأن متعهدي الرحلات الأجانب هم أغلب المتحكمين في السوق، موضحا أن هؤلاء يعرضون خدماتهم في شكل عروض متكاملة تدفع تكلفتها خارج تونس مما يجعل المبلغ الذي يصل إلى تونس زهيدا جدا إذ يقدر بربع تكلفة العرض.
وانتقد التومي عدم تفكير وزارة السياحة في توفير وسائل النقل الضرورية لتأمين رحلات السياح الأجانب داخل تونس، مشيرا إلى أن عدد السيارات رباعية الدفع والحافلات تراجع كثيرا مقارنة بالسابق باعتبار أن أغلب وكالات الأسفار التونسية التي تشرف على تأمين الرحلات الداخلية قد باعت وسائل نقلها تأثرا بالأزمة التي عاشها قطاع السياحة خلال السنوات الماضية.ودعا وزارة السياحة إلى التنسيق مع وزارة التجارة لتسهيل الإجراءات الطويلة والمعقدة لشراء حافلات وسيارات خاصة بنقل السياح، بالإضافة إلى توفيرها بأسعار مناسبة تجابه غلاءها في الأسواق.
وانتقد التومي النقص الكبير في اليد العاملة المختصة في قطاع السياحة بتونس، لافتا إلى أن أي تشكٍ من الزبائن يساوي الخصم من قيمة الفاتورة الذي تتحمله النزل التونسية وتعود عليها بالخسارة.
وأكد التومي أن هذه المسائل “مسكوت عنها في تونس رغم أنها ملفات حارقة”، إذ يعتبر أنه لا يكفي الحديث عن ارتفاع عدد الزائرين الأجانب لتونس بل يجب التركيز على جودة الخدمات المقدمة.