النيابة العامة تفتح تحقيقا بأعمال حفر نفق يبلغ طوله 270 مترا في منزل يتردد عليه شخص معروف بالتطرف.
تونس- أثار إعلان السلطات التونسية، الأربعاء، عن اكتشاف الأجهزة الأمنية نفقا يبلغ طوله 270 مترا يؤدي إلى محيط مقر إقامة السفير الفرنسي بتونس في ضواحي العاصمة، شكوكا حيال وجود مخطط إرهابي يستهدف البلاد في مرحلة بالغة الحساسية.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إنه "بناءً على معلومات وردت على المصالح الأمنيّة بخصوص وجود نشاط مشبوه بأحد المنازل بضاحية المرسى في ضاحية إقامة السّفير الفرنسي بتونس، اتضح بمزيد التحرّي، أن من بين الأشخاص المتردّدين على المنزل المذكور شخص معروف بالتطرّف".
وأضافت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك أنه على إثر ذلك "تمّت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العامة واتضح وجود أشغال حفر نفق".
وأكدت أنه تمّ تعهيد مصالح الإدارة العامّة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب لإجراء الأبحاث والمعينات والتساخير الفنية اللازمة بالتنسيق مع النيابة العامة.
ونقلت إذاعة "موزاييك" الخاصة عن مصادر أمنية، أن اكتشاف النفق تم إثر إجلاء السلطات بجهة المرسى وبقرار قضائي لعائلات كانت تقطن بمنزل شاسع المساحة قرب مكان الحادثة.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه على إثر اكتشاف حفرة على قطر واسع توجهت الأبحاث في مرحلة أولى إلى أن الأمر يتعلق بحفريات بحثا عن الكنوز، إلا أنه وبتقدم الأبحاث تفاجأ المحققون بطول النفق وامتداده تحديدا على مسافة 270 مترا وينتهي إلى مكان غير بعيد عن مقر إقامة السفير الفرنسي بتونس.
وقالت "قناة التاسعة" الخاصة، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن المصالح الأمنية اكتشفت وجود نفق بطول حوالي 300 مترا يؤدي إلى مقر إقامة سفير فرنسا بتونس بالمرسى.
وأضافت المصادر أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن توجهت إلى مقر إقامة السفير الفرنسي بالمرسى وسط وجود مكثف لوحدات الأمن في محيط مقر إقامة السفير.
ومن جهته أكد الصحافي ناجي الزعيري، الأربعاء أنه وفقا لمعلومات مؤكدة تحصّل عليها، أن فرقة مكافحة الإرهاب تولت مساء الثلاثاء تطويق وتأمين مقرّ إقامة السفير.
وأضاف الزعيري أن المنزل الذي ينطلق منه النفق يعود بناؤه إلى 1982 تقريبا وكان على ملك شخص أجنبي من دولة خليجية، وأن بعض الجيران ارتابوا في تواتر عملية إخراج أكوم من الرمل.
وأشار إلى أنه تم إعلام الأجهزة الأمنية بوجود أعمال حفر ليلية في ذلك المنزل، وانطلقت إثر ذلك التحريات والأبحاث الأمنية التي أسفرت عن وجود حُفرة بحديقة المنزل تؤدي إلى نفق في شكل ممر تمّ إحداثه مؤخرا، ويمتد على طول حوالي 300 متر في اتجاه مقر إقامة السفير الفرنسي.
وأذنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح تحقيق تعهد به الحرس الوطني للكشف عن حقيقة وملابسات هذا النفق والغاية من حفره.
وإقامة السفير الفرنسي بتونس كانت في الأصل قصرا تونسيا اسمه "دار الكاملة" يقع في المرسى، وقد شيد في عام 1800، وشهد على مر السنين العديد من أشغال التوسعة والترميم، ويتميز بعمارته ذات الطابع الفسيفسائي الذي يجمع بين اللمسات العثمانية والإسبانية المغربية والإيطالية والتونسية.
وتأتي هذه التطورات في خضم مخاوف حقيقية من تعرض البلاد لهجمات إرهابية من قبل خلايا نائمة للجماعات المتطرفة.
وأعلنت السلطات التونسية في الأشهر والسنوات الماضية، ضبط خلايا إرهابية، آخرها الإعلان الخميس الماضي، عن كشف خلية تنشط بين ولايتي الكاف وتوزر تعمل في مجال استقطاب العناصر النسائية لصالح تنظيم داعش.
ومنذ جانفي 2011، تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية في تونس، وراح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والمدنيين والسياح الأجانب. كما عاشت تونس على وقع اغتيالات سياسية راح ضحيتها القيادي اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد لبراهمي في سنة 2013.