بيت حانون، بين عاصفة الاحتلال وجذورها العميقة
في ظل التحديات والهجمات المستمرة التي تعصف بقطاع غزة، تظل بلدة بيت حانون واحدة من أبرز المناطق الشمالية في هذا القطاع الفلسطيني. منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، تعرضت بيت حانون، مثل العديد من الأماكن الأخرى، لهجمات جوية وعمليات قصف متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه الهجمات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وأدت إلى تشريد العديد من العائلات.
بيت حانون: تاريخ تمزجه الأصول والثقافات
تعود جذور بلدة بيت حانون إلى ما قبل التاريخ، حيث تأسست من قبل الملك الوثني حانون، الذي استخدمها كمكان للاستجمام والراحة. على مر العصور، شهدت المنطقة صراعات طويلة بين الملك حانون والملك اليافي، انتهت بتأسيس معبد في البلدة تخليدًا للملك حانون.
كان المعبد الوثني هذا مشهورًا بالآلهة والأصنام التي كان يعتنقها سكان المنطقة. ومع تقدم الفتوحات الإسلامية، دخل الإسلام القرية وشهدت وقائع تاريخية هامة، مثل حرب 637 للهجرة بين الفرنجة والمسلمين.
بجهود الفاتحين الإسلاميين، شهدت بيت حانون بناء مسجد النصر الذي أصبح رمزًا للانتصار على الفرنجة. بالرغم من تبدل الأحوال وتغير الأنظمة على مر العصور، حافظت القرية على هويتها وتاريخها.
بيت حانون: المعبر والتحديات
تقع بلدة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة، وهي معروفة بمعبرها الحدودي. يأخذ معبر بيت حانون المسمى أيضًا بـ "معبر إيرز" بشكل مباشر إلى داخل الأراضي المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل بعد نكبة عام 1948.
المعبر يعتبر الممر الوحيد لسكان قطاع غزة للوصول إلى العالم الخارجي، بعد معبر رفح. ومع ذلك، يجب الحصول على تصاريح من إسرائيل للسفر من خلال هذا المعبر. يتم من خلاله نقل الأفراد والبضائع، والعديد من الحالات الإنسانية والطارئة.
تحتوي القرية على عدة منشآت صناعية مثل مصانع الخرسانة والبلاط والأقمشة والبلاستيك والأدوية. وتعتمد القرية بشكل كبير على الزراعة، وقد كانت منطقة زراعية مهمة تزرع الحمضيات والخضراوات. ولكن بسبب الهجمات المتكررة والحصار، تضررت الأراضي الصالحة للزراعة.
فيما يتعلق بالتعليم، تمتلك بيت حانون عدة مدارس تابعة للعديد من الجهات الإدارية. وهناك مؤسسات تعليمية أخرى خارج البلدة تلبي احتياجات الطلاب.
من ناحية المرافق الصحية، تتوفر عيادات ومركز طبي للرعاية الأولية. بالإضافة إلى مستشفيين، مستشفى بيت حانون ومستشفى بلسم العسكري.
بيت حانون: بين الماضي والحاضر
رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها بيت حانون نتيجة الحصار والهجمات المستمرة، تبقى مدينة الشمال الفلسطينية على قيد الحياة وتحتضن تاريخها وهويتها بكل اعتزاز. بلدة بيت حانون تشهد صمودًا لا يلين أمام الصعوبات والمصاعب، وهي تنظر إلى مستقبل مشرق حيث يمكن لسكانها بناء حياة أفضل وأكثر استقرارًا.