في قلب المدينة العتيقة بتونس، حيث تتشابك الأزقة الضيقة مع تاريخ عريق، انطلقت فعاليات تظاهرة "لمة الصنايعية"، لتجمع تحت سقف واحد الحرفيين والصناعيين والمبتكرين الشباب، في ملتقى احتفى بالتراث التونسي الأصيل ودعم رواده من الأجيال الجديدة.
بمبادرة من رئيسة الجمعية التنموية لتطوير الفنون والصناعات، السيدة إقبال الشابي، جمعت هذه التظاهرة بين الخبرة والحماس، حيث تبادل الحرفيون المخضرمون خبراتهم مع المبتدئين الشبان، وعرضوا منتجاتهم جنبًا إلى جنب، مقدمين لمحة شاملة عن غنى وتنوع الصناعات التقليدية التونسية.
- Show all
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
Description image
وشاركت في الحدث مؤسسات عريقة مثل ودادية موظفي وعمال المعهد الوطني للتراث، والمركز الوطني للاتصال الثقافي والسمعي التابع لوزارة الشؤون الثقافية، والديوان الوطني للصناعات التقليدية، هذا وألقت الباحثة المختصة في التراث، السيدة نادرة نفطي، مداخلة ثرية سلطت الضوء على أهمية الحفاظ على المهن التقليدية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي التونسي.
ولم يقتصر الحدث على الاحتفاء بالحاضر فحسب، بل امتد إلى الماضي أيضا، حيث تم تكريم مناضلات مبدعات عملن في الخفاء في الديوان الوطني للصناعات التقليدية وسهمن في تطويرها على مدى ستة وثلاثين عاما، وهن: السيدة هندة دغمان وعواطف وفوزية وسكينة.
وتحدثت رئيسة الجمعية المنظمة عن البرامج القادمة التي ستنظمها جمعية ADAM خلال شهر رمضان بالشراكة مع المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بتونس، مؤكدة على التزام الجمعية بدعم الحرفيين والمبتكرين الشباب وتوفير الفرص لهم لعرض أعمالهم وتطوير مشاريعهم.
وشكلت تظاهرة "لمة الصنايعية" أكثر من مجرد معرض أو ملتقى، بل كانت بمثابة احتفاء حي بالتراث الثقافي التونسي وتأكيد على أهمية الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة، كما سلطت الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه المبتكرون الشباب في الحفاظ على هذا التراث وتطويره، مما يضمن استمراريته وازدهاره في المستقبل.
وفي ختام الحدث، عبر المشاركون عن امتنانهم للجهود المبذولة لتنظيم هذه التظاهرة، وأعربوا عن تطلعهم إلى المزيد من المبادرات التي تعزز قطاع الصناعات التقليدية في تونس وتدعم رواده من الحرفيين والمبتكرين على حد سواء.
بقلم إيمان مزريقي