مقصد الأثرياء والمشاهير وأشهر البحيرات الساحرة في العالم
يمكن وصف بحيرة «كومو» الإيطالية بأنها مكان يشبه تلك المواقع الساحرة التي نقرأ عنها في الروايات والأساطير، فهي مدهشة وحالمة، مما يجعلها واحدة من أشهر البحيرات الرومانسية في العالم، ومقصدا للأثرياء والعرسان الجدد الراغبين بقضاء شهر عسل لا ينسى، والبحيرة التي تطل على عدة مدن هادئة منها بيلاجيو وفارينا وترامييسو، هي جنة إيطاليا الساحرة، التي يتلهف السياح لمشاهدتها والاستمتاع بطبيعتها الخلابة.
* الموقع
تقع بحيرة كومو في منطقة لومبارديا (شمال إيطاليا)، تبلغ مساحتها 146 كيلومترا مربعا، مما يجعلها ثالث أكبر بحيرة في إيطاليا، بعد بحيرة «غاردا» وبحيرة «ماجيوري»، ويبلغ عمق البحيرة أكثر من 400 متر (1320 قدما)، وتبلغ درجة حرارة بحيرة كومو خلال فصل الصيف ما بين 25 و30 درجة، وقد تبلغ ذروتها عند نحو 33 درجة، وخاصة أنها منطقة منخفضة عن سطح الأرض.
وتمتاز البحيرة بطبيعة ساحرة، إذ تحيط بها الكثير من القمم الجبلية المغطاة بالثلوج، التي يزيد ارتفاعها على 2000 متر، فيشعر السائح كأنه في منطقة جبلية شاهقة الارتفاع، ويتبدل المشهد في منتصف البحيرة، حيث تظهر المناظر البديعة للطبيعة المنبسطة عن مدينة بيلاجيو، وهناك يرى السائح الكثير من المناظر الطبيعية المختلفة: شواطئ حالمة، جبال شامخة، غابة خضراء، قرى صغيرة.. وجميعها منسجمة مع بعضها بصورة مدهشة.
* كومو وجهة الأثرياء
كانت بحيرة كومو وجهة لأثرياء إيطاليا الراغبين في الهرب من صخب المدن الكبرى، حيث تعد ملاذا للسلام والهدوء، ثم أصبحت البحيرة واحدة من أهم الوجهات الأوروبية للمشاهير ونجوم هوليوود، حيث تنتشر الفيلات الفخمة الجميلة على ضفافها، بما فيها منزل الممثل العالمي جورج كلوني، ومنزل مصمم الأزياء العالمي الراحل جياني فيرساتشي، وغيرهما من المشاهير.
وتضم بحيرة كومو «الحديقة الإيطالية» المشهورة بنوافيرها والتي تأتي على شكل طبقات، إلى جانب عدد من المنحوتات والتماثيل والزهور والنباتات الاستوائية، وتفتح الكثير من الفيلات والقصور والحدائق أبوابها أمام السياح خلال ساعات معينة بأسعار تصل إلى 5 يورو تقريبا، كما أن بالإمكان استئجار بعضها لإقامة حفلات الزفاف.
* الأكل
قاصد البحيرة يجد الكثير من المطاعم والمقاهي الفاخرة التي تحيط بها، ومعظمها يقدم الأكل الإيطالي التقليدي من الباستا والبيتزا، إلى جانب الأكلات البحرية الشهية التي يمتاز بها سكان هذه المنطقة، ولا يعد البقشيش مطلوبا في هذه المطاعم، ولكن إذا ترك فإنه بمثابة التلميح بأن الزبون كان راضيا عن الطعام والخدمة. وبين كل مطعم وآخر تنتشر الأكشاك الصغيرة التي تقدم البوظة الإيطالية المعروفة باسم «جيلاتو» بنكهات مختلفة، من أشهرها: نكهة التيراميسو، ونكهة الفستق والفانيليا.
* رحلات مائية
تعتبر القوارب أفضل وسيلة للاستمتاع بالمناظر الخلابة في البحيرة ذات الطبيعة الهادئة، حيث يتم تأجير القوارب اليدوية بسعر 15 يورو لمدة نصف ساعة، أما القوارب الكهربائية فتختلف أسعار تأجيرها باختلاف نوع وحجم القارب، في حين يفضل بعض السياح التجول في البحيرة عبر المراكب الكبيرة التي تضم الكثير من الأشخاص، للتنزه حول البحيرة والتمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية التي تحيط بها.
* الوصول إلى كومو
يمكن الذهاب إلى بحيرة كومو من مدينة ميلانو، عبر محطة قطار «ميلانو كادورنا»، حيث تستغرق الرحلة 45 دقيقة فقط، ومن ثم العودة من محطة قطار «كومو ليكو» إلى ميلانو مرة أخرى، ويعد هذا المسار هو الأكثر جاذبية لزوار إيطاليا، وخاصة أن رحلة القطار تطل على مساحات خضراء شاسعة وقرى صغيرة، مما يجعل الرحلة ممتعة في حد ذاتها.
* رحلة بالقطار
من المهم لزائر بحيرة كومو أن يقوم بتجربة الصعود عبر القطار الجبلي، الذي ينقل زواره لأعلى قمة جبلية، حيث تبدو البحيرة بعيدة جدا، الأمر الذي يمكن السائح من مشاهدة المكان بصورة أوضح، وذلك نظير 5 يوروهات فقط، علما بأن هناك بعض المطاعم والمقاهي التي توجد في أعلى الجبال، مما يجعل تناول وجبة الغداء فيها تجربة فريدة من نوعها.
* تذكارات
لا يفوت زائر بحيرة كومو أن يبادر لاقتناء واحدة من التذكارات الإيطالية الشهيرة التي تباع في مختلف المحلات الجاذبة للسياح، مثل: مريلة الطبخ الإيطالية التقليدية، وأكياس الباستا الملونة، وقناني زيت الزيتون، وحقائب القماش المصنوعة يدويا، ودمية «بينوكيو» الشهيرة، إلى جانب المجسمات الملونة التي تخلد بحيرة كومو في ذاكرة زوارها.
* قبل السفر
يفضل الكثير من زوار بحيرة كومو خلال فصل الصيف الاحتماء من أشعة الشمس عبر ارتداء القبعات والنظارات الشمسية، ولا يبدو غريبا أن تظهر الفساتين الأنيقة على ضفاف البحيرة، خاصة في المساء، حيث تتنافس المطاعم على تقديم جلسات العشاء الرومانسي على أنغام الموسيقى، إذ تنعكس الأضواء الخلابة على ضفاف البحيرة، الأمر الذي يجعل بحيرة كومو مقصدا للكثير من العرسان الجدد الراغبين في قضاء شهر العسل في هذه الأجواء الحالمة.