يوفر مطعم في إيران لزبائنه تجربة تناول طعام السجن وهم يرتدون زيه المخطط باللونين الأبيض والأسود، في مشروع أطلقه موقوفان سابقان يخصصان جزءا من إيراداته لمساعدة السجناء.
ويستقبل مطعم "الزنزانة 16" رواده برسم سجين يحمل الطعام في يد، ويحاول بالأخرى خلع قضبان الحديد للهروب إلى الحرية.
ونشأت فكرة المطعم بين مؤسسيه بنيامين نخات (31 عاما) وأرمان علي زاده (30 عاما)، إذ يقول نخات: "تعرفت إلى شريكي أثناء فترة احتجازنا. كنت أعمل في سوق الحديد في طهران لكنني اضطررت لإشهار إفلاسي".
من جهته، كان علي زاده يعمل في مجال التصدير، إلا أنه واجه المصير ذاته "تعثر وبات غير قادر على سداد ديونه".
ويقول بنيامين: "بالنسبة للديكور، كان الأمر سهلا، إذ اعتمدنا تصميم المكان الذي احتجزنا فيه.. أردنا أن نظهر أن السجن ليس بالضرورة مكانا للأشرار. السجناء أحيانا هم أشخاص لم يرتكبوا جرائم لكن الحظ عاكسهم. يمكن لهذا أن يحدث لأي كان".
من جهته، قال شريكه علي زاده: "نريد مساعدة السجناء من خلال جمع الأموال. نساعد السجناء المثقلين بالديون بإطلاق حملات أحيانا لطلب المساعدة من المتبرعين أو الزبائن".
وأضاف: "نختار أولئك (الموقوفين) الذين يحظون بالأولوية، على سبيل المثال رجل متزوج ولديه أطفال، أو شخص مريض غير قادر على العمل من أجل تأمين مدخول يتيح سداد ديونه".
وتتفاوت قيمة المبالغ التي يتم جمعها، ويشير الشريكان إلى أنهما شاركا مرة في برنامج تلفزيوني لطلب المساعدة من المشاهدين، وفق المسؤولين عن البرنامج، تم جمع 6 مليارات تومان، أي ما يناهز 240 ألف دولار.
والمطعم الذي بدأ بسبع "زنزانات"، لاقى رواجا سريعا بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ازدياد "شهية" الرواد، وسع المؤسسان من أعمالهما، وافتتحا فرعا ثانيا في طهران، وآخر في مدينة أصفهان وسط البلاد.