✍️ تحقيق صحفي خاص
في ليلة مشبعة بالفرح والتاريخ، دوّى اسم باريس سان جيرمان في سماء أوروبا كأول بطل فرنسي لدوري الأبطال منذ 32 عامًا. على الورق، كان يُفترض أن تتحوّل باريس إلى مدينة الأحلام، تحتفل بإنجاز طال انتظاره. لكن خلف مشاهد الفرح والرايات المرفوعة والهتافات، انزلقت المدينة بسرعة إلى كابوس أمني.
🚨 لماذا تحوّلت فرحة باريس إلى فوضى؟
على امتداد ساحة الجمهورية والشانزليزيه وحتى بوابة سانت كلاود، اشتعلت شوارع باريس بأعمال شغب:
✅ إحراق سيارات
✅ تكسير واجهات المحلات
✅ اشتباكات مع الشرطة
✅ اعتقالات بالجملة (131 شخصًا وفق الحصيلة الرسمية)
❗ السؤال: لماذا؟
يقول خبراء الاجتماع إن هذه الانفجارات ليست وليدة اللحظة. بل هي تعبير عن:
- إحباط الشباب في الأحياء المهمّشة، الذين يجدون في لحظات الانتصار فرصة لتفريغ الغضب المتراكم.
- فقدان الثقة بالسلطات، حيث يرى كثيرون أن الشرطة خصمٌ لا حامٍ.
- غياب خطط تنظيم احتفالات كبرى بشكل مدروس، كما يحدث في مدن أخرى كبايرن ميونخ أو مدريد.
💬 أصوات من الشارع
شاب عشريني من حي سان دوني قال لقناة محلية:
“نحن هنا لنفرح، لكن الشرطة جاءت بالهراوات وخراطيم المياه! من يبدأ بالعنف؟ نحن أم هم؟”
بالمقابل، قال صاحب متجر في الشانزليزيه:
“نحب باريس سان جيرمان… لكن كل سنة نخاف على محلاتنا من هؤلاء… كرة القدم يجب ألا تكون ذريعة للنهب.”
⚖️ بين السياسة والرياضة
انتقد زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا ما وصفه بـ“انفلات أمني مخزٍ”، قائلًا إنّ باريس أصبحت “ساحة للمجرمين”، في إشارة واضحة إلى مشكلات الأمن والهجرة التي يستغلها سياسياً منذ سنوات.
أما وزير الداخلية برونو روتايو، فقد توعّد بأنّ “القانون سيكون صارمًا”، مشددًا على دعم قوات الأمن.
🎙️ نداء اللاعبين
وسط الفوضى، ظهر اللاعب عثمان ديمبيلي في موقف نادر، يناشد الجماهير قائلاً:
“فزنا بشيء حلمنا به منذ الطفولة… لا تدمّروه بأيديكم.”
⚠️ ما التالي؟
- هل ستراجع باريس خططها الأمنية مستقبلاً؟
- هل ستتحمّل الأندية مسؤولية أكبر في تهدئة جماهيرها؟
- هل ستستغلّ الأحزاب السياسية هذه الأحداث لتغذية حملاتها؟
🔥 من قلب النصر، ولدت لحظة جرح. باريس، التي عانقت المجد الأوروبي، وجدت نفسها أيضًا تعانق أشباح أزماتها الداخلية. ولعلّ السؤال الأهم: هل يمكن للمدينة أن تفرح… دون أن تدمّر نفسها؟