استفاقت هونغ كونغ فجر اليوم على واحدة من أبشع الكوارث في تاريخها الحديث، بعد أن التهم حريق هائل مجمعًا سكنيًا ضخما مكوّنًا من ثمانية أبراج يرتفع كل منها لـ 31 طابقًا، لتتحول البناية إلى جمر مشتعل استمر 15 ساعة من الاستعار المتواصل.
55 قتيلاً… ومئات المصابين والمفقودين
السلطات المحلية أعلنت حصيلة أولية مفزعة: 55 وفاة، وعشرات الجرحى، إلى جانب مئات المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد وسط الدخان الكثيف وركام الشقق المحترقة.
فرق الإطفاء ما تزال تكافح للوصول إلى الطوابق الأكثر تضرّرًا، وسط آمال ضئيلة بالعثور على ناجين داخل متاهة الأبراج المنكوبة التي تضم نحو 1984 شقة.
لهيب يلتهم السماء… وصور ترعب العالم
انتشرت على مواقع التواصل مقاطع مرعبة تُظهر النيران وهي تتصاعد كألسنة عملاقة تبتلع الواجهات الزجاجية للبناية الشاهقة، في مشهد قال عنه مسؤولون صينيون إنه "الأسوأ منذ عقود".
التحقيقات: اعتقالات واتهامات بالقتل غير العمد
في تطور لافت، أعلنت شرطة هونغ كونغ توقيف ثلاثة رجال بشبهة القتل غير العمد، في خطوة تشير إلى وجود شبهات حول مسؤولية بشرية في اندلاع الكارثة أو تفاقمها.
مركز عمليات طارئة… ومساعدات عاجلة للسكان
حكومة هونغ كونغ فعلت على الفور مركز مراقبة ودعم الحوادث الطارئة، فيما تعمل مختلف الدوائر الحكومية على توفير الإيواء، المساعدة الطبية، والدعم النفسي لمئات العائلات التي أصبحت بلا مأوى خلال دقائق.
كارثة تُعيد طرح الأسئلة
الحريق فتح الباب واسعًا لأسئلة مؤلمة حول سلامة البنايات السكنية الشاهقة، وتطبيق إجراءات الوقاية، وقدرة المدينة على التعامل مع الكوارث في مجمّعات تضم آلاف السكان.
كارثة هونغ كونغ اليوم لم تلتهم فقط مبنى ضخمًا… بل التهمت ليل المدينة وهدوء سكانها، وتركت جرحًا لن يُمحى بسهولة.



