تشهد تونس تحولات دستورية عميقة ألقت بظلالها على منظومة التوازن بين السلطات مما أفرز واقعا قانونيا جديدا تتداخل فيه التأويلات الدستورية مع مقتضيات المرحلة، وفي ظل هذا السياق برزت إشكالية غياب المحكمة الدستورية وتفكيك المجلس الأعلى للقضاء وهو ما أدى إلى إعادة تشكيل العلاقة بين السلطات على نحو استثنائي بات يطرح تساؤلات جوهرية حول آليات ضمان استقلالية القضاء وتفعيل الرقابة الدستورية، ومن هذا المنطلق، يصبح استكمال البناء المؤسسي ضرورة تفرضها طبيعة الدولة القانونية ذاتها إذ لا يمكن الحديث عن استقرار دستوري دون مؤسسات قادرة على ضبط التوازن بين السلط وحماية المبادئ الدستورية من أي تأويل ظرفي.