قابس – من عبد الحفيظ حساينية
شهدت مدينة قابس مساء اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 مسيرة سلمية شارك فيها عدد من الأهالي ونشطاء البيئة وممثلو جمعيات مدنية، انطلقت من حديقة الشهداء وسط المدينة وصولاً إلى وحدات الإنتاج بالمجمع الكيميائي، في تحرك رمزي للتنديد بتواصل التلوث الصناعي الذي يعاني منه سكان الجهة منذ عقود.
دعوات لإنهاء المظلمة البيئية
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بتفكيك الوحدات الملوّثة و"رفع المظلمة البيئية عن قابس"، مؤكدين أن استمرار نشاط المجمع الكيميائي في قلب المدينة بات يهدد صحة السكان والنظام البيئي البحري والبري على حد سواء.
وأوضح عدد من النشطاء أن هذا التحرك يندرج ضمن سلسلة من المبادرات المدنية الرامية إلى تسليط الضوء على معاناة قابس و"دعوة الدولة إلى اتخاذ قرارات جريئة لإنهاء التلوث الصناعي وإطلاق مشاريع تنموية بديلة تضمن حق الأهالي في بيئة سليمة".
غضب شعبي ورسالة واضحة
ورغم الطابع السلمي للمسيرة، فإنها عكست حالة غضب متزايدة لدى سكان قابس الذين يرون أن وعود الحكومات المتعاقبة بإعادة تأهيل المنطقة الصناعية "لم تتجاوز حدود التصريحات".
وأكد عدد من المحتجين أن قابس لم تعد تتحمل مزيدًا من الانتظار، مشددين على أن "الحق في الحياة والبيئة النظيفة أسمى من كل الاعتبارات الاقتصادية".
تحركات متواصلة من أجل العدالة البيئية
يُذكر أن الجهة شهدت في السنوات الأخيرة تحركات متكررة للمجتمع المدني للمطالبة بإيجاد حل نهائي لأزمة التلوث، وسط دعوات لتفعيل مقاربة تنموية جديدة تراعي خصوصيات المنطقة البيئية والسياحية، وتحوّلها من "مدينة صناعية منكوبة" إلى قطب بيئي واقتصادي مستدام.