في بادرة دعم وتعاون بين المملكة العربية السعودية وتونس، قدّمت وزارة النقل السعودية هبةً من 397 حافلة إلى نظيرتها التونسية، بهدف تعزيز أسطول النقل العمومي وتحسين الخدمات المقدّمة للمواطنين.
وكان من المقرّر أن تحصل شركة النقل بالساحل على نصيب الأسد من هذه الحافلات، نظرًا لحاجتها الملحّة إلى تجديد أسطولها المتقادم.
رفض تونسي مفاجئ للهبة:
لكن المفاجأة جاءت عندما أعلن المعزّ لدين الله عبد السلام، المدير العام لشركة النقل بالساحل، أن الشركة رفضت تسلّم هذه الحافلات بعد أن تبيّن أنها غير صالحة للاستعمال.
وأوضح عبد السلام خلال جلسة عمل عُقدت بمقر ولاية سوسة، بحضور الوالي وعدد من النواب، أنّ وزارة النقل وجّهت وفدًا إلى السعودية لمعاينة الحافلات قبل استلامها، لتتأكد أن حالها لا تسمح بتشغيلها في تونس، حيث تم استعمالها سابقًا في مواسم الحج والعمرة، ما جعل وضعها التقني “كارثيًا” على حد وصفه.
اجتماع عاجل وقرار حاسم:
وأضاف المدير العام أن اجتماعًا عاجلًا انعقد بمقر وزارة النقل فور عودة الوفد، وتمّ اتخاذ قرار واضح يقضي بعدم قبول الهبة حرصًا على سلامة المواطنين وحفاظًا على صورة مؤسسات النقل العمومي في تونس.
وقد تمّ إعلام الجانب السعودي بالقرار بطريقة دبلوماسية، مع التعبير عن تقدير تونس للدعم والمبادرات الأخوية التي تعبّر عن عمق العلاقات بين البلدين.
كرامة المرفق العمومي قبل كل شيء:
قرار شركة النقل بالساحل بعدم قبول الحافلات السعودية، رغم قيمتها المادية، يعكس حرص المؤسسات التونسية على معايير الجودة والسلامة، ورفضها لأي حلول ترقيعية قد تضرّ بالمواطن قبل أن تنفعه.
في زمنٍ تتسابق فيه الدول لاستقدام الدعم الخارجي، تثبت هذه الخطوة أن الكرامة المؤسسية والنزاهة المهنية لا تُقدّر بثمن.
نادرة الفرشيشي



