تواصلت العاصفة التي تضرب ليفربول هذا الموسم، وهذه المرّة جاءت أقسى من سابقاتها. على ملعب أنفيلد، وبين جماهير صُدمت أكثر مما غضبت، تلقّى ليفربول خسارة مُهينة 4-1 أمام ضيفه أيندهوفن في مواجهة كشفت هشاشة الفريق، وأطلقت صفّارات إنذار لا تتوقف حول مستقبل موسمه.
الفريق الهولندي لم ينتظر كثيرًا ليوجّه الضربة الأولى. لمسة يد غريبة من القائد فيرجيل فان دايك كلّفت ليفربول ركلة جزاء مبكرة بعد ست دقائق فقط، حوّلها إيفان بريشيتش بنجاح، فاتحًا باب الانهيار. ورغم ردّ سريع عبر دومينيك سوبوسلاي في الدقيقة 16، فإن ذلك الهدف لم يكن سوى استراحة قصيرة قبل بداية الطوفان.
الشوط الثاني شهد عودة أيندهوفن بقوة. جوس تيل أعاد التقدّم لرفاقه في الدقيقة 56، قبل أن يخطف المغربي صهيب الدريوش الأضواء بثنائية تاريخية: الأولى في الدقيقة 73 بعد متابعة كرة من القائم، والثانية في الوقت بدل الضائع من عرضية سيرجينو ديست، ليُحكم الفريق الهولندي سيطرته على المباراة وعلى النتيجة.
ورغم أنّ ليفربول سدد 26 كرة مقابل 9 فقط للخصم، فإن الفعالية كانت هولندية خالصة. فرصة فان دايك التي اصطدمت بالعارضة، وتضييع خاكبو انفرادًا شبه جاهز، وتصديات كوفار الممتازة… كلها تفاصيل تزيد من حجم الإحباط لدى الفريق الذي يبدو فاقدًا لكل شيء: التركيز، الروح، والقدرة على ردّ الفعل.
ليفرپول الذي خسر 9 من آخر 12 مباراة في مختلف المسابقات، تراجع إلى المركز 13 برصيد 9 نقاط، في واحدة من أسوأ سلاسله منذ موسم 1953-1954. أما أيندهوفن، فصعد بثبات إلى المركز 15 في مرحلة الدوري برصيد 8 نقاط، مُعلنا عودته القوية إلى الساحة الأوروبية.
وبين مدرجات غادرتها الجماهير قبل النهاية بدقائق، وصمت مدرب يبحث عن حلول باتت شحيحة، يبدو ليفربول اليوم في قلب أزمة حقيقية… أزمة تهدد موسمه الأوروبي والمحلي وتطرح أسئلة كبرى حول مستقبل منظومته قبل فوات الأوان.



