أمسية احتفاء بالتاريخ ورسالة صداقة متجددة من الجزائر إلى تونس:
أقامت سفارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بتونس مساء الأربعاء 12 نوفمبر 2025 حفل استقبال رسمي بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة (1954 – 2025)، بمنطقة قمرت.
وقد جمع الحفل نخبة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية البارزة والثقافية التونسية والعربية، في أجواء من الفخر والاعتزاز بتاريخ نضالي خالد ما يزال يُلهم الأجيال الجديدة في الجزائر وخارجها.
ثورة التحرير ذاكرة شعب لا تنطفئ:
شكلت المناسبة فرصة لاستحضار القيم النبيلة التي قامت عليها ثورة نوفمبر، تلك الثورة التي غيرت وجه التاريخ، وأعادت للجزائر سيادتها وكرامتها بعد استعمار دام أكثر من 130 سنة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد سعادة سفير الجزائر بتونس المحترم " عزوز باعلال" على أن هذه الذكرى ليست فقط احتفاءً بالماضي، بل هي أيضًا تجديد للعهد مع المبادئ التي قامت عليها الثورة: الحرية، والعدالة، والوحدة الوطنية.
الجزائر وتونس أخوّة متجذرة وتعاون متواصل:
لم يغب البعد التونسي عن الأمسية، إذ شدّد السفير في كلمته على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مذكّراً بالدور الذي لعبته تونس حكومةً وشعباً في دعم الثورة الجزائرية واحتضان المجاهدين على أراضيها.
اليوم، تتواصل هذه الروابط عبر رؤى سياسية واقتصادية وثقافية مشتركة، تؤكد أن الجزائر وتونس ليستا فقط بلدين متجاورين، بل شعبين تجمعهما ذاكرة واحدة ومصير مشترك.
الدبلوماسية في ثوبها الإنساني والثقافي:
تنوّع الحضور في الحفل أضفى عليه طابعاً إنسانياً ودبلوماسياً فريداً، حيث تبادل الضيوف كلمات الودّ والتقدير، في مشهد يعكس قوة الدبلوماسية الجزائرية الناعمة القائمة على التواصل الثقافي والإحترام المتبادل.
كما اختُتمت الأمسية بفقرات موسيقية تراثية جسّدت روح الجزائر الأصيلة، في لوحة فنية مزجت بين الذاكرة والنغمة والهوية.
الذاكرة تصنع المستقبل:
لم يكن الإحتفال مجرّد إسترجاع لصفحات من التاريخ، بل تأكيد على أن الشعوب التي تحفظ ذاكرتها قادرة على بناء مستقبلها بثقة.
ثورة نوفمبر، كما وصفها السفير، ليست حدثاً من الماضي، بل مدرسة في الوطنية والصبر والعطاء، ومصدر إلهام لمواصلة مسيرة البناء في جزائر اليوم.
من تونس يتجدد العهد مع الجزائر:
اختُتم الحفل بروح من الأمل والتفاؤل، وسط تأكيد الجميع على ضرورة مواصلة مسار التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة.
لقد كانت الأمسية بحق احتفالاً بالذاكرة ورسالة للمستقبل، عبّرت فيها الجزائر من قلب تونس عن وفائها لتاريخها وإخلاصها لأصدقائها.
و لقد أكدت الجزائر، من خلال هذا اللقاء، أنّها لا تحتفل بالماضي فقط، بل تستمد منه القوة لتصنع المستقبل: مستقبل تُرسم ملامحه بالتعاون، وبروح الأخوّة التي تجمعها بتونس، وبالإيمان العميق بأنّ التاريخ لا يعيش في المتاحف، بل في وجدان الأمم التي تواصل النهوض مهما تغيّرت الأزمنة.
نادرة الفرشيشي



