في احتفالية سنوية أصبحت محطة بارزة في مسار الصحافة التونسية الجادة، كرّمت الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية يوم الأحد 5 ماي 2025، أربع صحفيات فزن بجوائز أفضل الأعمال الصحفية المتعلقة بالحريات الفردية لسنة 2024، وذلك تزامنًا مع إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وتأتي هذه الدورة الثامنة من المسابقة كمساهمة فاعلة في تثمين الإنتاجات الإعلامية المكتوبة التي تناولت قضايا الحريات الفردية بعمق وجدية، وسط مشهد إعلامي يعاني من أزمات مالية وسياسية خانقة تهدد وجود الصحافة النوعية.
رحاب حوّات تحصد الجائزة الأولى
توجت الصحفية بموقع الكتيبة، رحاب حوّات، بالجائزة الأولى عن تحقيقها المتميز:
- "العدالة الحيضية في تونس: حقٌّ تستنزفه الثقافة الذكورية وانهيار القدرة الشرائية"، المنشور بتاريخ 17 جويلية 2024.
- العمل سلط الضوء على إحدى الزوايا المسكوت عنها في النقاش العمومي، بكثير من الجرأة والدقة.
الجائزة الثانية لثنائي نسوي من "إنكفاضة"
حازت الصحفيتان إيما العربي وزينب الوردي على الجائزة الثانية عن مقالهما:
- "الأمهات العازبات في تونس يواجهن مصيرهن بمفردهن في ظل تخلّي الدولة عنهن"، الصادر يوم 19 نوفمبر 2024 بموقع إنكفاضة.
- المقال نقل بعمق مأساة نساء مهمشات وسط فراغ قانوني واجتماعي، في معالجة صحفية متقنة.
"رصيف 22" يحصد الجائزة الثالثة
منحت الجائزة الثالثة للصحفية فادية ضيف عن مقالها الجريء:
- "شدّوني بالسيف"... الفحص الشرجي في تونس أو كيف تقحم السلطة "أصابعها" بالمخالفة للقانون،
- الصادر في رصيف 22 بتاريخ 13 ديسمبر 2024. المقال نبش في ملف شائك وحساس يكشف انتهاكات صادمة.
لجنة تحكيم مختصة ومقاييس صارمة
تكونت لجنة التحكيم من الصحفية والباحثة منى مطيبع، والصحفية بموقع نواة نجلاء بن صالح، ومدير مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية أمين الغالي.
واعتمدت اللجنة معايير صارمة تراوحت بين احترام أخلاقيات المهنة، ودقة اللغة والصياغة، وجودة السرد والتحليل، وارتباط العمل بقيم حقوق الإنسان.
تكريم نوعي في زمن صعب
الجوائز قُدمت خلال فعالية أقيمت بالشراكة مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تحت عنوان:
"حرية الصحافة على ضوء التطورات الجيوسياسية والتكنولوجية: الذكاء الاصطناعي نموذجًا".
تبقى هذه المبادرة بمثابة بارقة أمل وسط عتمة التهديدات، ورسالة دعم للصحافة الحرة التي لا تساوم في القيم ولا تخشى كشف الحقائق.
