في إطار تعزيز التعاون الثقافي وحماية التراث العربي والأفريقي، ينظم المعهد الوطني للتراث بالمخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات بالقيروان دورة تدريبية دولية متخصصة في صيانة وترميم المخطوطات التاريخية، وذلك في الفترة من 27 أكتوبر إلى 5 نوفمبر الجاري، بإشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالشراكة مع المعهد الثقافي العربي الإفريقي.
تأتي هذه الدورة في سياق جهود تونس المستمرة للحفاظ على التراث المخطوط، وتعد فرصة لتبادل الخبرات مع خبراء ومتدربين من مختلف الدول العربية والأفريقية، خاصة من بوركينافاسو، النيجر، كوت ديفوار، مالي، غامبيا، السنغال، موريتانيا وليبيا. ويشارك في الدورة نخبة من المختصين في مجال صيانة المخطوطات، التراث المكتوب والرقوق القديمة، لتقديم خبراتهم العلمية والتطبيقية للمتدربين.
وتهدف الدورة إلى نقل التجربة التونسية الرائدة في صيانة وترميم المخطوطات إلى دول الجوار، وتعزيز العمل المشترك لحماية التراث من التلف والضياع، إضافة إلى تطوير مهارات المتدربين في استخدام أحدث التقنيات والطرق العلمية في الترميم والصيانة.
وتتضمن فعاليات الدورة محاضرات نظرية وورش عمل تطبيقية، حيث يتمكن المشاركون من التعرف على طرق ترميم الرقوق والمخطوطات القديمة، طرق الوقاية من العوامل البيئية، وآليات الحفاظ على النصوص القيمة. كما تسعى الدورة إلى إرساء شبكة تعاون عربية وأفريقية مستدامة، لتبادل الخبرات وتعزيز البحث العلمي في مجال الحفاظ على التراث.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في وقت تشهد فيه تونس اهتمامًا متزايدًا بالتراث المكتوب والمخطوطات التاريخية، التي تمثل ذاكرة الأمة ومرجعيتها الثقافية والفكرية. ويعكس هذا الحدث التزام الدولة والمؤسسات الثقافية بتوفير مساحات تعليمية وتدريبية دولية تسهم في صيانة التراث ونقله إلى الأجيال القادمة.
من خلال هذه الدورة، تؤكد تونس موقعها كمرجعية في حماية التراث العربي والأفريقي، وتجعل من مدينة القيروان مركزًا دوليًا لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال صيانة المخطوطات، بما يعزز من مكانة البلاد في الساحة الثقافية العالمية.