أظهرت دراسة حديثة أعدتها جمعية التونسيين خرّيجي المدارس العليا (ATUGE) أن حلم العودة إلى الوطن لا يزال يراوح بين الشوق الكبير وبين عقبات الواقع الصعبة التي تواجه المغتربين.
فبين أكثر من ألف تونسي مقيم بالخارج، ما يقارب 60% لا ينوون العودة نهائيًا، فيما يحتفظ نحو 20% بخيار الرجوع الواضح، و21% في حالة تفكير غير محسوم.
ووفق الدراسة، تبقى العوامل الاقتصادية وريادة الأعمال أبرز أسباب رغبة البعض في العودة، إذ 24% يطمحون لإطلاق مشاريعهم الخاصة في تونس، و21% يخططون للاستقرار بعد التقاعد، بينما تظل العائلة المحرك الأقوى بنسبة 34%.
لكن الواقع يعكس صورة مغايرة: ضعف فرص العمل، تفاوت الأجور، صعوبات الاستثمار، الإجراءات الإدارية المعقدة، ونقص التمويل والمعلومات الاقتصادية الموثوقة، كلها عوامل تجعل العودة خيارًا محفوفًا بالمخاطر.
الدراسة لم تكتفِ بتشخيص الإشكاليات، بل طرحت خارطة طريق عملية: تبسيط الإجراءات، تعزيز بيئة الاستثمار، فتح قنوات تواصل واضحة، وتشجيع أشكال متنوعة للعودة الجزئية أو النهائية.
وتخلص الدراسة إلى أن تحويل الجالية التونسية بالخارج من رصيد معطل إلى قوة اقتصادية واجتماعية فاعلة، لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لتعزيز التنمية الوطنية والحفاظ على ثروة الكفاءات التونسية.



