اختتم الفيلم الروائي التونسي "شجرة المساء" للمخرج عادل بكري، مساء اليوم 19 ديسمبر 2025، فعاليات "أيام قرطاج السينمائية بفرنانة"، التي انطلقت يوم 17 ديسمبر واستمرت على مدار ثلاثة أيام شهدت عرض مجموعة من الأفلام وتنظيم ورشات تدريبية متنوعة.
يحمل فيلم "شجرة المساء" (122 دقيقة) المشاهد في رحلة عكسية عبر الزمن إلى عام 2013، حيث تتنقل البطلة عائشة من إيطاليا إلى حيدرة، القرية الحدودية النائية الحاضنة لآثار حضارات اندثرت والخزان الدائم للراغبين في الهجرة. مدعومة بسند ملكية أرض تركها والداها ووعد قطعته لأمها، تشعر عائشة بالحاجة إلى العودة لاكتشاف ذاتها في بلدها الأصلي، في رحلة غير عادية تعيد الأمل والقيمة إلى حياتها وتكشف عن واقعة ظلّت دون حل أكثر من 40 عامًا.
المخرج عادل بكري يوظف في هذا العمل جمال منطقة حيدرة وثراء الذاكرة، من خلال طاقم ممثلين تونسيين محليين من حيدرة وفوسانة والقصرين، إلى جانب حضور جزائري لافت والممثلة الإيطالية ANITA. معظم أحداث الفيلم تدور في ربوع حيدرة، ما منح الفيلم روحه ودفئه وعمق مشاهده، ليقدّم دراما إنسانية تتناول البحث عن الهوية والجذور في فضاء تونسي بسيط، بلمسة شاعرية تعكس رؤية المخرج البصرية الخاصة.
ومن الجدير بالذكر أن المنتج الأصلي للعمل من منطقة حيدرة بالقصرين، مقيم في روما منذ عام 1989، وهو ممثل ومخرج تونسي-إيطالي بدأ مسيرته المهنية عام 1992 على المسارح الإيطالية، وشارك في أعمال سينمائية وتلفزيونية دولية، وأخرج 8 أفلام وثائقية طويلة و2 أفلام روائية قصيرة. درس في معهد السينما Maldoror حيث حصل على دبلوم في التمثيل والإخراج المسرحي ودبلوم في الإخراج السينمائي والتلفزيوني.
شارك المنتج أيضًا كمساعد مخرج مع المخرج الأمريكي ميل جيبسون في فيلم آلام المسيح، وعمل مع مخرجين إيطاليين مثل أنطونيلو بادوفاني في الأبواب الأربعة للصحراء وستيفانو غروسي في اثنان مثلنا ليسا الأمثل. كانت بداياته السينمائية مع المخرج الجزائري رشيد بلحاج في شريط شجرة الأقدار المعلقة.
منصف كريمي



