بقلم: عزيز بن جميع
في لقاء مؤثر جمعنا بالممثلة التونسية الموهوبة منال الجربي، صاحبة الأدوار اللافتة في أعمال درامية مثل سلوكيات، مال وآمال، الزميل، وغيرها من الإنتاجات التي رسّخت اسمها في الساحة الفنية، لم تستطع إخفاء مشاعرها الجياشة وهي تتحدث عن والدها، المخرج الراحل عبد القادر الجربي، أحد أعمدة الدراما التونسية في العقود الأخيرة.
إرث فني عظيم
منال الجربي، وهي ابنة البيئة الفنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عبّرت عن فخرها الكبير بمسيرة والدها الذي ترك بصمته في أعمال رائدة مثل العاصفة، الحصاد، صيد الريم، وأخيرًا سوفلي حل، الذي شكّل نقطة مضيئة في ختام مسيرته. أعماله، كما تقول منال، لم تكن مجرّد سرد لقصص، بل كانت مرآةً للمجتمع التونسي، تلامس همومه، وتعكس تطلعاته.
الغياب القاسي... والإقصاء الظالم
بصوت ملؤه الأسى، عبّرت منال عن ألمها الشديد لما آل إليه حال والدها في سنواته الأخيرة، حيث شعرت بأنه "ظُلم وأُقصي"، رغم تاريخه الحافل وإسهاماته الكبيرة في تطوير المشهد الدرامي. ورغم استمرار عطائه، فإن الحظ لم يكن حليفه، كما ذكرت، وكأن المشهد الفني نسي أحد أهم صُنّاعه.
وجاء مرض كوفيد-19 القاسي، ليخطف هذا الصوت الإبداعي في صمت، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه، وعائلة فنية لا تزال تحت وقع الصدمة.
تكريم من القلب
وتختم منال حديثها بكلمات مؤثرة: "أهدي له هذا المقال، عربون وفاء وعرفان، لرجل علّمني كيف تكون الدراما التزامًا وجمالًا... وكيف يكون الفن سلوكًا ومسؤولية". وأكّدت أنها ستحمل مشعل والدها في مسيرتها الفنية، وفيةً لرسالته، ومخلصةً للنهج الذي أراده للدراما التونسية.
مؤكدة انه انسان مثقف جدا من كفاءات البلاد درس في تشيكيا في عدة اختصاصات جامعية و انسان مرجع و طريف جدا و عميق جدا
كلمات أخيرة
يظلّ عبد القادر الجربي اسمًا خالدًا في الذاكرة الدرامية التونسية، ومصدر فخر لكلّ من عاشره أو تعلّم منه أو تأثر بأعماله. وتبقى مبادرات الوفاء، كالمقال الذي كتبته منال الجربي بقلبها قبل قلمها، شاهدة على أن المبدعين لا يموتون، بل يعيشون في أعمالهم، وفي قلوب من أحبّوهم.