بدأت فرق عسكرية إسرائيلية مساء الخميس 9 أكتوبر 2025، الانسحاب من مدينة غزة ومحيطها، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب قبل عامين تقريبًا، وذلك تنفيذًا للمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرامية إلى إنهاء الحرب وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية، فإن ثلاث فرق من جيش الاحتلال كانت تنتشر داخل مدينة غزة وفي مخيمات اللاجئين في ضواحيها، شرعت منذ الليلة الماضية في إجلاء قواتها ومعدّاتها العسكرية ضمن ترتيبات الانسحاب التدريجي الذي تضمنته الخطة الأمريكية.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار والمصادقة الرسمية لحكومة الاحتلال على اتفاق المرحلة الأولى من خطة ترمب، التي وافقت عليها كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتشمل تبادل الأسرى ووقف العمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وفق جدول زمني محدد.

وأفادت المصادر ذاتها أن جيش الاحتلال يخشى وقوع احتكاكات مع الفلسطينيين الذين يتوقع أن يحاولوا العودة إلى شمال القطاع اليوم الجمعة، بعد أشهر من التهجير القسري والقصف المكثف. وأضافت أن القوات الإسرائيلية تستعد لمغادرة المدينة وضواحيها بالكامل خلال الساعات المقبلة، متجهة نحو ما يُعرف بـ "الخط الأصفر"، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة ترمب، والذي يفصل بين المناطق المنسحب منها وتلك التي ستبقى فيها القوات الإسرائيلية مؤقتًا لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.

ويُنتظر أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام مرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار، بعد واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وسط ترقب إقليمي ودولي لما ستؤول إليه المرحلة الثانية من الخطة التي يُتوقع أن تتناول الترتيبات السياسية والأمنية طويلة الأمد في قطاع غزة.