إن العلاقة بين الواجب والحق في عقلية المواطن التونسي ليست مجرد مسألة تنظيمية أو قانونية روتينية لكنها أساس يشكل نسيج الحياة السياسية والاجتماعية برمتها ومفتاحا لفهم دينامية الدولة والمجتمع، ويتداخل في هذه العلاقة الكثير من المتغيرات النفسية والاجتماعية والثقافية التي تجعل من مسألة التوازن بينهما مسألة معقدة ومتصاعدة الأهمية خصوصا في ظل الأوضاع التي تعيشها تونس اليوم من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، فهل يدرك المواطن حقه فقط أم أنه يعي بعمق واجباته؟ وهل هناك وعي حقيقي بأنهما وجهان لعملة واحدة لا تنفصل لكن يتكاملان في بناء المواطنة الحقة؟