منذ الثاني من ماي الجاري، تحوّلت مدينة وادي مليز التابعة لولاية جندوبة إلى فضاء مفتوح يحتفي بالتراث والفن، في إطار الدورة 34 لشهر التراث، تحت شعار: "التراث والفن: ذاكرة الحضارة".
فعلى امتداد خمسة أيام، وبإشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة، نظّمت دار الثقافة بوادي مليز التي يشرف عليها الأستاذ كريم عوادي، بالتعاون مع المكتبة العمومية التي يديرها الأستاذ محي الدين الأينوبلي، سلسلة من الأنشطة الثقافية التي مزجت بين عبق الماضي وبهجة الحاضر.
الأعشاب واللباس... في حضرة الذاكرة
انطلقت الفعاليات يوم 2 ماي من فضاء المكتبة العمومية، بمعرض تقطير الأعشاب والمنتجات الحرفية من تأثيث منية حسناوي، ومعرض ثانٍ للمنتوجات التراثية واللباس التقليدي أشرفت عليه جمعية المرأة والشباب والطفولة للتكوين برئاسة شادية الحفصوني، في تكريم حيّ لما تجود به ذاكرة النساء وحرفيات الجهة.
"حدثنا يا بن خلدون!"... عرض يُبهر الصغار
واستمتع أطفال الجهة بعرض فني فريد بعنوان "Edu Fun Show"، جمع بين الكوميديا والتعليم، تألقت فيه الفقرة الأساسية: "حدثنا يا ابن خلدون"، التي قدّمها الفنان والمدرب المسرحي محمد بن موسى، مستحضرًا رمز الفكر المغاربي في حوار شيّق مع الجيل الجديد.
فروسية وأصالة
وفي مشهد نادر الحدوث، اهتزّ الملعب البلدي بوادي مليز على وقع عرض فرجوي مميز للفروسية، قدّمته فرقة صلاح الحامدي، حيث التقت أنغام الحوافر مع أنغام الذاكرة.
ورشات إبداع للأطفال
أما يوم 3 ماي، فكان مخصصًا للتعبير الفني والابتكار، حيث احتضن نادي الأطفال بوادي مليز مجموعة ورشات في البراعات اليدوية والرسم، أثّثها الأستاذ منير حكيمي، وسط تنسيق محكم بين دار الثقافة والمكتبة العمومية ونادي الأطفال، في إطار عمل تشاركي يعزّز الثقافة من جذورها.
ختام بطعم الحكاية
تُختتم التظاهرة الثقافية يوم 6 ماي بعرض للحكواتي محمد الغزواني، الذي سيحمل الأطفال والكبار إلى عوالم الحكاية الشعبية، ويغلق ستار هذه الأيام الزاخرة بالحنين والخيال.
رسالة من الشمال الغربي
بهذا البرنامج المتنوع، ترسل وادي مليز من شمال تونس رسالة مفادها أن التراث ليس ماضياً يُؤرشف، بل حياة تُحتفل وتُتجدد... بين الأعشاب العطرية، وأهازيج الفروسية، وضحكات الأطفال، وابن خلدون الذي لا يزال يحكي.