في تصريح لافت يعكس تحولاً إيجابياً في القطاع الفلاحي، كشف معز بن زغدان، رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أن محصول الحبوب لهذا الموسم سيغطي أكثر من 60% من الحاجيات الوطنية، وهو ما يُعد إنجازاً يُعادل ضعف معدلات الإنتاج في السنوات الماضية.
تصريح بن زغدان جاء على هامش الدورة الحادية والعشرين للصالون المتوسطي للتغذية الحيوانية وتربية الماشية، حيث لم يُخفِ الاتحاد "تحفّظاته" بشأن برنامج تجميع المحصول ونقله، مشدداً على أن أي تأخير أو ارتباك على هذا المستوى قد يُهدّد نجاح الموسم.
تحسّن في الإنتاج... وقلق من التعطيل
وإن كانت ولايتا باجة وبنزرت مرشحتين لتكونا نموذجًا في حسن التنظيم، فإن مناطق أخرى قد تواجه تحديات في رفع المحاصيل وتوجيهها إلى المطاحن. وهنا حذّر بن زغدان من ضرورة "الإعداد اللوجستي المحكم" لتفادي الفوضى أو التلف، مؤكدًا على أن المسألة لم تعد تقنية فقط، بل أصبحت قضية أمن غذائي واستقرار اقتصادي.
هل تنجح تونس في تحقيق الاكتفاء الجزئي؟
ارتفاع نسبة التغطية إلى 60% يفتح الباب أمام تساؤلات حيوية:
- هل تمثل هذه النتائج مؤشراً على بداية انفراج في أزمة الحبوب التي عانت منها البلاد بسبب تقلبات المناخ وندرة المياه؟
- وهل تنجح الحكومة في إدارة هذا الموسم بفعالية لتقليص التوريد وتحقيق حدّ أدنى من السيادة الغذائية؟
الاتحاد يُنبّه والكرة في ملعب الحكومة
رئيس الاتحاد ختم تصريحه بدعوة صريحة إلى التعامل مع الموسم الحالي "باحترافية عالية"، قائلاً إن الكمية وحدها لا تكفي، ما لم تُواكبها جودة في التنظيم ونقل الحبوب دون هدر أو تعطيل.
موسم حاسم لتونس، تتجاوز نتائجه أرقام الإنتاج، إلى ما هو أعمق: اختبار في الإدارة والحوكمة… وفرصة لإثبات أن الفلاحة التونسية لا تزال قادرة على العطاء.