في الأشهر الأولى من توليه منصب الرئيس الأمريكي، أحدث دونالد ترامب تغييرات جذرية أثارت جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها. فقد سجل رقمًا قياسيًا في إصدار الأوامر التنفيذية، حيث ألغى العديد من المراسيم التي تبنتها الإدارات السابقة وبدأ في تطبيق سياسات جديدة كان يتطلع لتحقيقها منذ اليوم الأول. وفقًا لموقع "سي إن بي سي"، كان ترامب يعتزم إصدار أكثر من 100 أمر تنفيذي في بداية ولايته، مستهدفًا قضايا حساسة مثل أمن الحدود، الترحيل، وأولويات سياسية أخرى.
مقالات ذات صلة:
خطة ترامب المثيرة: هل ستصبح غزة جزءًا من أمريكا؟"
الصين تفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية مع أمريكا: تحقيقات ضد جوجل وإنفيديا وإنتل
مصير تيك توك في أمريكا: بين الحظر وقوة ترامب القادمة
تسارع الأوامر التنفيذية: 100 يوم من القرارات المشحونة بالجدل
بحلول أول 100 يوم من ولايته، أصبح ترامب قد وقع على عدد غير مسبوق من الأوامر التنفيذية التي غيرت مجرى السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. ووفقًا لقناة "إيه بي سي" الأمريكية، فإن هذه الأوامر كانت جزءًا من خطة شاملة لإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية، ما دفع البعض إلى وصفها بـ "الخطوات التاريخية". ومع أن البعض يرى في هذه الأوامر قدرة على تحقيق التغيير السريع، إلا أن آخرين يعتبرونها انتهاكًا للشرعية، مؤكدين أن مثل هذه القرارات قد تكون "غير قانونية".
سحب الأبحاث: ضغوط على المؤسسات العلمية
من بين الإجراءات المثيرة للجدل، فرضت إدارة ترامب سحب أبحاث علمية كانت تتضمن مصطلحات تتعلق بالشمولية والنوع الاجتماعي والإعاقة. وفقًا لمجلة "فوكاس" الإيطالية، أُجبرت المراكز البحثية الأمريكية على التوقف عن نشر أوراق علمية بسبب "أيديولوجية النوع الاجتماعي"، ما أدى إلى تعليق أنشطة بحثية أساسية. هذه القرارات، التي شملت انسحاب أمريكا من اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، أثارت تساؤلات حول شرعية هذه الأوامر.
مؤشرات الولاء: هل هي شرط للترقية؟
وفي ظل هذه القرارات، تواصلت تساؤلات حول الولاء داخل إدارة ترامب. صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت أن مرشحين لمناصب أمنية هامة في الولايات المتحدة تم استجوابهم حول ما إذا كانوا يؤمنون بما قاله ترامب عن فوزه في انتخابات 2020، وعن اقتحام مبنى الكابيتول في يناير من نفس العام. الأسئلة التي تركز على الولاء السياسي لم تكن مجرد استفسارات عابرة، بل أظهرت محورية "الولاء لترامب" في اختيارات المناصب الأمنية الحساسة.
تغيير تاريخي أو تجاوز للحدود؟
بينما يواصل ترامب إعادة تشكيل أولويات السياسة الأمريكية، يظل الجدل قائمًا حول ما إذا كانت قراراته تمثل تغييرًا تاريخيًا في الممارسات السياسية أو إذا كانت تندرج ضمن سلسلة من التدابير التي قد تكون تجاوزت الحدود القانونية والدستورية. في النهاية، يبقى السؤال: هل ستظل هذه القرارات علامة فارقة في التاريخ الأمريكي أم أنها ستشكل بداية جديدة لمرحلة من الصراع السياسي المستمر؟