في أول خطاب ذي طابع أمني-عسكري منذ توليه المنصب، وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالة بالغة الوضوح: "لسنا من بدأ الحرب، لكننا لن نترك العدوان دون رد". هذه العبارة القصيرة تختزل جوهر العقيدة الدفاعية الإيرانية الجديدة: التمسك بالرغبة في تجنّب المواجهة الشاملة، دون التردد في الرد الحازم إذا ما تم المساس بـ"إيران الكبرى"، حسب تعبيره.
🧭 التوقيت حساس... والكلمات محسوبة
صدور هذه التصريحات يتزامن مع تقارير عن انفجارات في الأجواء القطرية، وسط أنباء عن استهداف قاعدة أمريكية بصواريخ إيرانية، في سابقة خطيرة إن تأكدت. هذا الربط الزمني لا يمكن تجاهله، ويُعطي للبيان الرئاسي طابعًا تحذيريًا مضمّنًا برسالة ردع استراتيجية.
من جهة، يؤكد بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب. ومن جهة أخرى، يلمّح إلى أن الرد سيكون حاضرًا وقويًا عند الضرورة، ما قد يُترجم في الميدان بعمليات دقيقة، محدودة، ولكن موجعة... بمعنى: "لسنا نبحث عن الحرب، ولكننا نحسن خوضها إذا فرضت علينا."
📌 العقيدة الإيرانية: من الردع الغامض إلى الرد المدروس
في ظل القيود الاقتصادية والعقوبات الخانقة، تسعى إيران إلى توظيف أدوات غير تقليدية في سياستها الدفاعية، من بينها الحرب السيبرانية، ووكلاء النفوذ في المنطقة، والرسائل الصاروخية ذات الرمزية العالية. ومع رئيس إصلاحي في الواجهة، يبدو أن طهران تميل إلى تبنّي خطاب مزدوج: عقلاني في الشكل، صلب في المضمون.
🌍 الخليج مجددًا... ساحة لتصفية الحسابات
إذا ثبت فعليًا أن إيران أطلقت صواريخ باتجاه قاعدة أمريكية في قطر، فإن ذلك سيعني تجاوزًا لخط أحمر أمريكي -خليجي مشترك، ويضع الدوحة في موقف بالغ الحرج، خاصة أنها تحافظ تقليديًا على علاقات متوازنة بين واشنطن وطهران. لكن إيران، في هذا التوقيت، قد تكون قررت نقل المعركة الرمزية إلى مناطق التمركز الأميركي لتُظهر أن الرد لم يعد مجرد تصريح إعلامي.
🧠 الخلاصة التحليلية:
الرئيس بزشكيان لا يفتح باب الحرب، لكنه يغلق باب الصمت الإيراني الذي استمر طويلاً في وجه الضربات غير المعلنة. الرسالة واضحة: من يجرح إيران، سيجد من يرد، لا بتهوّر، بل بحكمة محسوبة وسيناريوهات مُعقدة.