جنوب فرنسا يعيش ساعات من الجحيم البيئي، بعد أن اندلع حريق غابات ضخم أمس الثلاثاء في منطقة كوربيير التابعة لمقاطعة أود، مسفرًا عن إصابة تسعة أشخاص على الأقلّ، أحدهم في حالة حرجة بسبب حروق خطيرة، وسط تحرّك عاجل للسلطات الفرنسية.
انطلق الحريق بعد الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، وانتشر بسرعة غير مسبوقة بفعل الرياح القوية، ملتهماً أكثر من 10 آلاف هكتار من المساحات الخضراء خلال ساعات قليلة فقط، في واحدة من أسوأ حرائق الغابات التي شهدتها البلاد هذا الصيف.
ورغم الجهود الجبّارة التي تبذلها فرق الإطفاء المدعومة بآليات جوية وبرية، استمرّ لهيب النار في الزحف نحو المناطق المأهولة، حيث تم تسجيل احتراق عدد من المنازل في قرية سان لوران دو لا كابروريس قرب مدينة كاركاسون.
في إجراء احترازي، قامت السلطات بإخلاء موقعي تخييم في بلدة لا بالم السياحية، وإجلاء حوالي 500 مصطاف، كما تم إغلاق الطريق السريع A9 الذي يربط فرنسا بإسبانيا، بين مدينتي بربينيان وناربون، بسبب اقتراب ألسنة اللهب منه.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر عن تضامنه الكامل مع المتضررين وفرق الإطفاء، وكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقاً):
"كل إمكانيات الأمة قد تم تسخيرها... أدعو الجميع إلى التزام أقصى درجات الحذر".
تتواصل الجهود لإخماد الحريق الذي بات يهدد مناطق سياحية وسكنية واسعة، في حين تتجه الأنظار نحو الأحوال الجوية التي قد تحسم مصير هذه الكارثة البيئية الجديدة.