في تطور أمني لافت، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن إحباط مخطط خطير نُسب إلى خلية تابعة لحركة حماس في الخليل، كانت تسعى – وفق الرواية الإسرائيلية – إلى اغتيال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بواسطة طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجرات.
المسيّرات… سلاح الفقراء يتحوّل إلى أداة اغتيال
تُظهر تفاصيل العملية المعلن عنها أن نشطاء الخلية تمكنوا من شراء مسيّرات تجارية وتجهيزها بعبوات ناسفة، في خطة تشبه التكتيكات التي طوّرتها حركات مسلحة في ساحات أخرى كسوريا واليمن وأوكرانيا. هذه الخطوة تكشف تحوّلاً نوعياً في توظيف التكنولوجيا الرخيصة لخوض حرب غير متكافئة، حيث باتت المسيّرات وسيلة متاحة يمكن أن تغيّر قواعد الاشتباك.
البعد التركي في الرواية الإسرائيلية
اتهم الشاباك قيادة حماس في تركيا بتوجيه العملية، في إشارة تحمل دلالات سياسية بقدر ما تحمل أبعاداً أمنية. فتلويح إسرائيل باتهام أنقرة يهدف إلى تأليب الرأي العام الدولي ضد أي دعم سياسي أو لوجستي يُقدَّم للحركة خارج حدود غزة والضفة.
استهداف بن غفير… رسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية
يُنظر إلى بن غفير، بصفته أحد أبرز رموز اليمين الديني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، على أنه رمز للسياسات التصعيدية ضد الفلسطينيين، خاصة في القدس والمسجد الأقصى. وبالتالي فإن مجرد التفكير في استهدافه يحمل رمزية سياسية عالية، ويعكس رغبة حماس – أو غيرها من الفصائل – في ضرب رأس المشروع الاستيطاني، لا مجرد مواجهة ميدانية محدودة.
هواجس إسرائيلية من انتشار “تهديد الطائرات الصغيرة”
رغم نجاح الشاباك في الإعلان عن إحباط المخطط واعتقال الخلية وضبط المسيّرات، إلا أن الحادثة تفتح باب التساؤلات:
- هل باتت المسيّرات الصغيرة كابوساً أمنياً لإسرائيل داخل مدنها؟
- إلى أي مدى يمكن أن تتكرر محاولات الاغتيال أو الهجوم على منشآت حساسة باستخدام هذه التكنولوجيا الرخيصة؟
- وهل يشكل ذلك بداية مرحلة جديدة في الصراع حيث يصبح الجو، لا الأرض فقط، مسرحاً مفتوحاً للمواجهات؟
سواء كانت تفاصيل الرواية الإسرائيلية دقيقة أم تحمل أبعاداً دعائية، فإن المؤكد أن المسيّرات تغيّر طبيعة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وأن أي محاولة لاستهداف شخصية بحجم إيتمار بن غفير تعكس دخول اللعبة الأمنية إلى مستوى أكثر تعقيداً.