شهدت الأقسام الاستشفائية الصحية في سوسة خلال الفترة الأخيرة توافدًا غير مسبوق لعدد من الحالات الناجمة عن السقوط من الطوابق المرتفعة، حيث استقبل أحد المستشفيات الجامعية بالجهة 14 حالة خلال شهر واحد فقط.
وتظل أسباب هذه الحوادث غامضة، فيما يجري التحقيق لمعرفة ما إذا كانت عرضية أم محاولات انتحار، ما يجعل الكشف عن ملابساتها رهين نتائج التحقيقات العدلية.
وقالت مصادر طبية مسؤولة إن هذا الارتفاع المفاجئ في حالات السقوط يثير القلق ويطرح تساؤلات حول العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تكون وراء الظاهرة، خصوصًا مع تكرار مثل هذه الحوادث في وقت قصير.
وأضافت المصادر أن الفئات المتضررة متنوّعة، إذ شملت أطفالًا ومراهقين، إلى جانب أفارقة من جنوب الصحراء وسائحة، ما يعكس شمولية الظاهرة وتأثيرها على المجتمع المحلي والزائرين على حد سواء.
وتسببت هذه الحوادث في إصابات خطيرة تراوحت بين كسور متعددة وارتجاجات دماغية، استوجبت في عدد من الحالات تدخّلات طبية دقيقة وعلاجات مطوّلة، بحسب المصادر الطبية.
وشددت المصادر على أهمية توفير الرعاية النفسية والاجتماعية للضحايا وعائلاتهم، إلى جانب متابعة التحقيقات للتأكد من النتائج النهائية التي ستوضح دوافع هذه الحوادث وتساعد على الوقاية منها مستقبلًا.
هذه الظاهرة المقلقة وضعت سوسة تحت العدسة الصحية والأمنية، ما يحتم على السلطات المختصة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة وحملات توعية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.



