بمبادرة من جامعة سوسة، وتنظيم مخبر المدرسة والآداب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، وبالشراكة مع عدد من الجمعيات الثقافية والعلمية ومخبر جزائري، تنتظم من 16 إلى 18 أكتوبر الجاري ندوة دولية بعنوان "الحرب والسلم في الآداب والفنون"، تجمع نخبة من الأكاديميين والباحثين من تونس والجزائر والمغرب، في حدث فكري وثقافي يواكب راهن العالم ويعيد طرح أسئلة الحرب والسلام من منظور جمالي وإنساني.
وأكدت الأستاذة فوزية ضيف الله، منسقة الندوة، أن اللجنة العلمية اختارت 56 مداخلة بين الحضور المباشر والمشاركة عن بُعد، موزعة على عشر جلسات علمية بمشاركة باحثين من جامعات عربية مختلفة. وبيّنت أن اللقاء سيكون فرصة لتعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات المغاربية، حيث سيُوقَّع اتفاق شراكة بين مخبرين تونسي وجزائري، إضافة إلى برامج بحثية جديدة مع الجامعات المغربية، بحضور الأستاذ منير السرحاني نائب عميد كلية الآداب بالمحمدية، والأستاذ هشام بن دوخة ممثل جامعة تلمسان.
ويشرف على افتتاح الندوة كل من الأساتذة لطفي بن بلقاسم ومحمد بوهلال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، ونزار بن سعد مدير مخبر المدرسة والآداب، بحضور عدد من الشخصيات الجامعية والثقافية.
وتتوزع المداخلات بين الأدب والفن والفلسفة والمسرح والموسيقى، حيث تفتتح الندوة بمحاضرة للأستاذة حنان شعبان حول "تمثلات الحرب والسلم في الفنون التشكيلية والرقمية"، تليها محاضرة بعنوان "السيف والكلمة: بويطيقا الحرب والسلم" للأستاذ بن مزيان بن شرقي من جامعة وهران 2 بالجزائر، وأخرى حول "الحرب والسلام في الرواية العربية: جدلية السرد والواقع" للأستاذ أحمد توبة من المغرب.
كما تقدم الأستاذة لبنى بورقادي مداخلة بعنوان "الحرب في مسرح سعد الله ونوس"، تليها مداخلة الأستاذ زكرياء زهيد حول "أدوار الجمهور المسرحي في إعادة إنتاج خطاب الحرب: شاهد أم مشارك؟"، فيما تبحث الأستاذة بشرى القرقوري من المعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد في "استيتيقا المقاومة: تمثلات الحرب والسلام في الفن النسوي المعاصر، للاّ السعيدي وشيرين نشأت نموذجا".
وتُسجّل الندوة حضورًا فلسفيًا عميقًا بمداخلات مثل "ميتافيزيقا الحرب: في تأويل فكرة الحرب من منظور تاريخ الكينونة" للأستاذ عمر بدري، و*"الوجه الآخر للحرب في فكر نيتشه"* للأستاذ هشام بن دوخة، إضافة إلى "الفن التشكيلي بين الحرب والمقاومة: تمجيد للبطولة أم تنديد بالوحشية؟" للأستاذ عبد الإله محمد كمال من الجزائر.
ويخصّص جانب من الجلسات للفن والموسيقى، منها مداخلة الأستاذ مهاب بن لطيف بعنوان "المخطوطات العربية في الموسيقى وفلسفة الحرب". أما الأستاذة غادة الدريدي فستتناول "الميثولوجيا الذاتية بين سؤالي الهوية والذاكرة: تجربة منى حاطوم نموذجًا".
من جهتها، تقدم الأستاذة سلوى مباركة علوي مداخلة بعنوان "الطين والجسد الأنثوي في فن الأداء: من العنف إلى السلم"، فيما يبحث الأستاذ عزيز لفروجي "تجليات الحرب في العرض المسرحي بين الإبدالات الجمالية والمساءلة القيمية".
🔹 بهذه البرمجة المتنوعة، تكرّس سوسة موقعها كمنارة للفكر والفن في تونس، إذ تجمع الندوة بين عمق البحث الأكاديمي ورهان الجمال الإنساني، لتؤكد أن الثقافة تظلّ، حتى في زمن الحروب، سلاحًا للسلام وبوابة للأمل.
✍️ منصف كريمي