في خطوة غير مسبوقة تعكس رغبته الواضحة في استعادة زمام السرد، أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، بعد عشرة أيام فقط من مغادرته السجن، أنه يستعد لإصدار كتاب جديد تحت عنوان "يوميات سجين"، سيطرح في الأسواق يوم 10 ديسمبر المقبل.
الإعلان جاء عبر منصة “إكس”، مرفقًا بمقتطف من الغلاف بدا كأنه دعوة لاقتحام العتمة الداخلية لتجربة نادرة في تاريخ الجمهورية الخامسة. وكتب ساركوزي:
"في السجن، لا يوجد ما يُرى ولا ما يُفعل. أنسى الصمت الذي لا وجود له في سجن لا سانتيه، حيث يوجد الكثير مما يُسمَع… الضجيج هناك دائم، ولكن تتقوّى الحياة الداخلية في السجن".
الكتاب الذي يبدأ الترويج له مبكرًا يحمل في طياته، وفق مراقبين، محاولة لرسم صورة سياسية جديدة لرجل خرج قبل أيام فقط من تجربة اعتبرتها باريس «صفحة سوداء» في تاريخ الرئاسة الفرنسية.
قضية “ساركوزي ـ القذافي”: إدانة وعودة مثيرة
ساركوزي غادر السجن يوم 10 نوفمبر بعد قرار محكمة الاستئناف الإفراج عنه مع وضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرة أنّه لا يشكّل خطرًا بالفرار. لكنه لم يغادر دائرة المساءلة، إذ ينتظره ملف قضائي ثقيل تعود جلساته بين 16 مارس و3 جوان 2026.
وكان القضاء الفرنسي قد أدانه في 25 سبتمبر الماضي بخمس سنوات سجنًا نافذة وغرامة بـ100 ألف أورو، في أخطر فصول القضية المعروفة إعلاميًا بـ "ساركوزي ـ القذافي" والمتعلقة بتمويل غير قانوني لحملته الانتخابية سنة 2007.
الإدانة كانت تاريخية بكل المقاييس، فقد دخل لأول مرة رئيس فرنسي سابق السجن بشكل فعلي.
من زنزانة لا سانتيه… إلى رفوف المكتبات
إعلان الكتاب بعد أيام من الإفراج يراه البعض محاولة لتوجيه النقاش، وربما لاستثمار الصدمة السياسية في إطلاق عمل سيحقق مبيعات كبرى. فيما يرى آخرون أنّه سعي لإعادة بناء صورته من خلال سرد «التجربة القاسية» التي يقول إنه عاشها خلف الجدران.
ومهما يكن الدافع، فإنّ "يوميات سجين" سيكون واحدًا من أكثر الكتب إثارة للجدل في فرنسا خلال الأسابيع القادمة… وشرارة جديدة في معركة سياسية وقضائية ما تزال في بدايتها.



