فُجع الوسط الفني التونسي اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 بخبر وفاة الممثل نور الدين بن عيّاد، أحد أبرز الوجوه التي حفرت اسمها بعمق في الذاكرة التلفزيونية والمسرحية والسينمائية الوطنية.
الراحل كان من تلك الوجوه التي تجمع بين العفوية والقدرة على إدخال البهجة إلى البيوت، وبين الحضور الدرامي القادر على ملامسة الواقع التونسي بعمق. وقد شكّلت مسيرته الممتدة على عقود جزءًا من تاريخ الدراما المحلية.
نجم الكوميديا الشعبية… وصاحب البصمة الدرامية
لمع اسم بن عيّاد في الأعمال الكوميدية، وعلى رأسها السلسلة الشهيرة "جاري يا حمّودة" التي رفعت من شعبيته ورسّخت مكانته لدى الجمهور.
كما شارك في عديد الأعمال الاجتماعية والدرامية على غرار "العاصفة" و**"غادة"** و**"مال وأمل"** و**"ما بينتنا"** و**"مايسترو مالك"** و**"فاميليا سي الطيب"**، في تجسيد متنوّع أظهر مرونته وقدرته على التنقل بين الأدوار بسلاسة.
وعاد بن عيّاد في السنوات الأخيرة ليجدّد حضوره من خلال مشاركته في "كان يا مكانش" (الجزء الثاني)، في خطوة أعادت علاقته الدافئة مع الجمهور.
بين التلفزيون والسينما والمسرح… حضور لا يُنسى
لم يكن نور الدين بن عيّاد ابن التلفزيون فقط، بل كان له حضور بارز في السينما، وخاصة في فيلم "رجل من الرماد" للمخرج نوري بوزيد، أحد أهم الأعمال في تاريخ السينما التونسية المعاصرة.
كما بقي المسرح رفيقًا دائمًا له من خلال عدد كبير من المسرحيات والسكيتشات الكوميدية التي أكّدت حسّه الإبداعي وقدرته على التواصل المباشر مع الجمهور.
برحيل نور الدين بن عيّاد، تفقد الساحة الثقافية التونسية فنانًا ترك إرثًا محبّبًا وبصمة يصعب تعويضها… وتخسر الدراما أحد أبنائها الذين صنعوا الفرح والابتسامة، ورافقوا أجيالًا كاملة في لحظات من المتعة والضحك والحنين.



