شهدت مدينة حلق الوادي هذا الصيف عودة مهرجان الكراكة إلى بريقه المفقود منذ سنوات، بفضل قيادة الحبيب المنصوري، الذي أعاد رسم ملامح مهرجانٍ طالما كان جزءًا من الذاكرة الثقافية التونسية.
عودة الروح بعد سنوات من التراجع
لطالما ارتبط مهرجان الكراكة بحلق الوادي بأجواء الفرح والإبداع، لكن خلال السنوات الماضية عرف المهرجان حالة من التراجع والارتباك التنظيمي، وهو ما أفقده مكانته في خارطة المهرجانات الصيفية الكبرى.
اليوم، وبفضل إدارة محكمة ورؤية واضحة، عانق المهرجان الروعة من جديد، وأثبت أن الإرادة قادرة على صناعة النجاح حتى في ظل ضعف الإمكانيات.
بصمة الحبيب المنصوري
بحسب الإعلامي أنيس الباجي، فإن الفضل يعود بدرجة أولى إلى الحبيب المنصوري، الذي راهن على إعادة الاعتبار للمهرجان من خلال اختيار برنامج ثريّ يليق بالجمهور.
المنصوري لم يكتفِ بالاعتماد على بعض الأسماء، بل استقطب أغلب نجوم الساحة الفنية التونسية، وهو ما أعاد الثقة إلى جمهور حلق الوادي ومنح المهرجان إشعاعًا جديدًا.
منافسة الكبار رغم فارق الإمكانيات
اللافت أن مهرجان الكراكة نجح هذا العام في منافسة مهرجانات عريقة مثل قرطاج والحمامات، رغم فارق الإمكانيات المادية والتنظيمية.
ويؤكد أنيس الباجي أنّ "المنصوري قدّم نموذجًا في كيفية إدارة الموارد القليلة بروح كبيرة"، ليُثبت أن جودة البرمجة والتنظيم أهم من حجم التمويل.
رهان على الهوية التونسية
على خلاف بعض المهرجانات التي تنجرف وراء الاستعراضات الأجنبية، ركّز مهرجان الكراكة على الطابع التونسي الخالص، سواء في الغناء أو في الفنون الركحية، ما جعله أقرب إلى ذائقة الجمهور المحلي وأكثر صدقًا في التعبير عن الهوية الثقافية.
المستقبل: استمرارية أم انتكاسة؟
عودة مهرجان الكراكة إلى الواجهة تطرح اليوم سؤال الاستمرارية:
- هل يواصل المهرجان مسيرته بنفس الزخم أم يعود إلى دائرة النسيان مع تغيّر الظروف؟
- الجواب مرهون بمدى قدرة الهيئة الحالية على استثمار هذا النجاح وضمان دعم رسمي وخاص يتيح للمهرجان أن يرسخ مكانته في أجندة المهرجانات الوطنية.