اختتمت اليوم 11 أكتوبر 2025 فعاليات الذكرى 91 لوفاة الشاعر التونسي الكبير أبي القاسم الشابي، في احتفال نظمته المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر تحت إشراف السيدة رانية العابد، جمع بين الفكر والشعر والفنون البصرية، ليجسد روح الحرية التي رسخها الشابي في أعماله.
الندوة الفكرية: الحرية محور كل النصوص
انطلقت الندوة الفكرية بمجموعة مداخلات أكاديمية ركزت على الحرية والتمرد في شعر الشابي:
الدكتور طارق ثابت من جامعة باتنة بالجزائر قدم "صوت الذات المتمردة: تمثلات الحرية في شعر الشابي"، مستعرضًا كيف جسد الشاعر روح التمرد والتطلع إلى الحرية في نصوصه.
الدكتور علاوة كوسة من المركز الجامعي بريكة عرض "التحرر منظورا رومانسيا في شعر الشابي"، مشيرًا إلى البعد الرومانسي العميق الذي ينسج بين الجمال والتحرر في أعمال الشابي.
الدكتور عمر حفيظ من المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانية بجامعة قفصة قدم "سؤال الحرية في كتابات الشابي"، مؤكدًا أن الحرية كانت محور تجربة الشابي الفكرية والفنية، وجوهر رؤيته الإبداعية.
تكريم ومواكبة للإبداع
اختتمت التظاهرة بتكريم الأستاذ الأديب والمفكر محمد بو حوش تقديرًا لإسهاماته الثقافية والأدبية. كما شهدت الفعاليات ورشات للخط العربي مستوحاة من نصوص الشابي، وورشات للرسم الحر، حيث عبر المشاركون عن الحرية والإبداع من خلال ألوانهم وأشكالهم الفنية، لتتحول كلمات الشابي إلى أعمال بصرية نابضة بالحياة.
الثقافة في خدمة القيم الإنسانية
مثل هذا الحدث الثقافي يمثل جسرًا بين التاريخ والشعر والفن المعاصر، ويتيح للأجيال الجديدة فرصة التفاعل مع إرث أبي القاسم الشابي، الذي يظل أيقونة تونسية للحرية والإبداع. كما يعكس الحدث قدرة الفنون على توجيه الفكر وتنمية الحس الإبداعي، مؤكداً أن الشعر ليس مجرد كلمات بل رسائل حيّة تتجاوز الزمن لتصل إلى كل القلوب والعقول.