تستعدّ العاصمة تونس لاحتضان موعد ثقافي بارز يعيد للكتاب مكانته في الفضاء العام، حيث تنطلق بداية من 18 ديسمبر الجاري فعاليات الدورة الرابعة عشرة من معرض مدينة تونس للكتاب، على امتداد شارع الحبيب بورقيبة قبالة المسرح البلدي، تحت شعار دالّ: «شارع الحبيب بورقيبة… شارع الثقافة».
ويمتدّ المعرض إلى غاية 3 جانفي 2026، جامعًا أكثر من 80 دار نشر تونسية، تقدّم ما يزيد عن 30 ألف عنوان في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والعلمية، في محاولة جادّة لربط الجمهور بالكتاب خارج القاعات المغلقة، وجعله جزءًا من المشهد اليومي للمدينة.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أكّد المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس، بشير التواتي، أنّ هذه الدورة ستتميّز بتخفيضات هامة على أسعار الكتب تصل إلى 50 بالمائة، بما يفتح المجال أمام مختلف الفئات، خاصّة الشباب والطلبة، لاقتناء الإصدارات بأسعار مشجّعة.
ولا يقتصر المعرض على الجانب التجاري، إذ يتضمّن برنامجًا ثقافيًا ثريًا يشمل ورشات وندوات ولقاءات فكرية وأدبية يومية، بمشاركة نحو 130 ضيفًا من كتّاب وشعراء وباحثين ومفكّرين. كما ستُطرح للنقاش قضايا فكرية راهنة، من بينها الفلسفة، والذكاء الاصطناعي، وتأثير التحوّلات الثقافية العالمية في المشهد الثقافي التونسي.
وفي تجسيد عملي لمبدأ اللامركزية الثقافية، تحلّ ولايتا قبلي وسليانة ضيفتي شرف هذه الدورة، حيث سيتمّ إبراز خصوصياتهما الثقافية والإبداعية من خلال معارض ولقاءات وعروض متنوّعة، بما يربط بين مركز العاصمة وثراء الجهات.
وأوضح التواتي أنّ هذه التظاهرة، التي انطلقت سنة 2012، تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالكتاب والقراءة، وتهدف إلى ترسيخ الكتاب كأداة للوعي والمعرفة، وإعادة الاعتبار للثقافة كحقّ جماعي ومجال مشترك بين المواطن والمبدع والناشر.
ويُنظَّم المعرض بمبادرة من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس وبلدية تونس، بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية، وبمشاركة ولاية تونس والمركز الوطني للكتاب واتحاد الناشرين التونسيين وعدد من الهياكل الثقافية.
بهذا الموعد، يعود شارع الحبيب بورقيبة ليؤكد دوره التاريخي ليس فقط كفضاء سياسي واجتماعي، بل كمنبر للمعرفة وملتقى للكتاب والقرّاء… حيث تصبح الثقافة في متناول الجميع، وعلى قارعة الطريق.



