اختر لغتك

بوتفليقة يحذر معارضيه من المغامرة بأمن الجزائر

غياب لافت لرئيس الوزراء يعزز تسريبات تغيير حكومي قريب، في ظل إطلاق أولى دعوات المقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
 
مهاجمة الرئيس الجزائري لمعارضيه ودفاعه عن حصيلة حكمه، اعتبرت بمثابة التمهيد لإعلانه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، رغم تصاعد الأصوات الرافضة لترشحه ومن بينها حزب جيل جديد الذي دعا إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في صورة ما تمت وفق ما تريده السلطة.
 
الجزائر – وصف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، معارضيه بـ”المغامرين السياسيين”، الذين يتهيئون للرمي بالبلاد في أتون الفوضى والاضطرابات مع كل موعد سياسي، ويحشدون الشارع الجزائري من أجل القفز نحو المجهول.
 
وإذ لم يسمّ بوتفليقة، الجهات التي ألمح إليها في الرسالة التي وجهها للرأي العام، عبر اجتماع الحكومة بالولاة (المحافظين) نهار أمس في العاصمة، فإن مفرداتها حملت انتقادات واضحة للطبقة السياسية المعارضة للسلطة.
 
وقال في الرسالة التي قرأها مستشاره حبة العقبي “من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة، استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها، فما نلاحظه من مناورات سياسية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري، يعتبر دليلا واضحا يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها”.
 
وأضاف “إن المغامرين، الذين يسوّقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول”.
 
وأعاد خطاب الرئيس بوتفليقة، الأجواء السياسية التي خيمت على البلاد عشية الانتخابات الرئاسية للعام 2014، لما وجه تحذيرات صريحة للطبقة السياسية التي عارضت حينها ولايته الرئاسية الرابعة، فضلا عن تشكيه لكاتب الدولة للشؤون الخارجية الأميركي جون كيري، لما زار الجزائر قبيل الانتخابات، مما أسماه تجاوزات وتحرش منافس سياسي، في إشارة للمترشح علي بن فليس.
 
وأبانت رسالة بوتفليقة، عن خطاب انتخابي دعائي يسوق لما أسماه بـ”الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الجزائر خلال السنوات الماضية”، مما يعطي الانطباع بأن الرجل ذاهب إلى ولاية رئاسية خامسة، رغم الغموض الذي يكتنف الوضع في هرم السلطة، ورغم المعارضة الشديدة، التي تتبناها بعض القوى السياسية في البلاد.
 
وذكر في هذا الشأن بأن “عملنا على العودة بالبلاد من جديد إلى جادة التنمية، بإعادة بناء ما أمعنت في تهديمه قوى الشر والدمار، وتحقيق إنجازات عمومية كبرى في مدة لا مكان فيها للتواني، مدة شققنا فيها الطرق وربطنا القرى والمداشر والمدن بمختلف الشبكات، وشيدنا أقطابا صناعية ومدنا جديدة ومرافق عمومية شاهدة على جهود هذا الشعب وقدرته على تجاوز أعتى الأزمات والمحن”.
 
وتابع “على الصعيد الأمني، أضحت المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام عنوانين رئيسيين لمقاربة إستراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، إستراتيجية ولدت من رحم معاناة هذا الشعب الأبيّ الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق وصار اليوم، بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة والقضاء على منطق الكراهية”.
 
وتستعد الحكومة خلال الأسابيع القادمة لتدشين مشروعين ضخمين كلفا الخزينة العمومية نحو عشرة مليار دولار، وهما المسجد الأعظم، ومطار الجزائر الدولي، في ظروف اقتصادية صعبة.
 
ويرجّح أن يكون المشروعان ورقتان للترويج الانتخابي للعهدة الرئاسية الخامس، رغم انحدار البلاد إلى أزمة معقدة ومتشابكة، تتجلى في تدهور المستوى المعيشي والخدمات العمومية، واستشراء الفساد، وتآكل رصيد النقد الأجنبي في ظرف قياسي، من نحو 200 مليار دولار في 2014 إلى أقل من 80 مليار قبل نهاية العام الجاري.
 
وغلبت العموميات على خطاب بوتفليقة، كونه لم يحدد هوية المغامرين السياسيين الذين ذكرهم، إن كانوا من الطبقة السياسية المعارضة، أم من الأجنحة المتصارعة في السلطة حول الاستحقاق الرئاسي المنتظر في أبريل القادم.
 
واللافت في الحدث هو غياب رئيس الوزراء أحمد أويحيى، عن الاجتماع الهام للحكومة والولاة، الأمر الذي أثار استفهامات المتتبعين، خاصة وأنه يمثل أحد الأجنحة التي تمتلك حظوظا في اعتلاء قصر المرادية، فضلا عن تصاعد التسريبات عن تغيير حكومي قريب جدا قد يطيح به من قصر الدكتور سعدان.
 
كما تزامن الخطاب مع البيان الذي أصدره حزب جيل جديد، والذي دعا فيه إلى مقاطعة الانتخابات إذا جرت وفق السيناريوهات التي تريدها السلطة، والى ضرورة مساهمة المؤسسة العسكرية في إنقاذ البلاد من المأزق السياسي والدفع بها إلى انتقال سياسي يعيد الشرعية للمؤسسات وللإرادة الشعبية.
 
وذكر البيان الذي تحوز “العرب” على نسخة منه، بأن “الحزب يعاين بقلق شديد مشهد تفكك الدولة في غياب تام لرئيس الجمهورية، وفي هذه النهاية المطولة من حكم نظام مفترس، تتحلل المؤسسات وتتلاشى سلطة الدولة فيظل تصاعد السخط والغضب الشعبي”. وأضاف “فبعد المدونين والصحافيين والفنانين والرياضيين والمناضلين الذين يزج بهم في السجون هاهي السلطة تتهجم على شبيبة، بعد أن تخلت عنها وتركتها تواجه مصيرها التعيس، مستعملة ضدها قوات شرطة مستغلة بشكل مفرط، للحفاظ على النظام القائم مهما كلف الثمن”.
 
وتابع “وسواء كانت نهاية هذا النظام مدونة من خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو في وقت لاحق، فإن هذه النهاية سوف لن تَعِدَ بإهانة ذليلة للقائمين على النظام فقط، بل ستؤدي إلى الانهيار الكلي للبلاد ما لم يتدخل صانعو القرار الحقيقيون في رد فعل مُنقذ”.
 
ولفت إلى أنه من غير المجدي انتظار انتخابات رئاسية تكون وفق المعايير الديمقراطية، وهي شروط لم يتم توفيرها لاقتراع حقيقي في أقل من شهرين على استدعاء الهيئة الناخبة، وأن المناخ السياسي بعيد كل البعد عن التحفيز للمشاركة في منافسة انتخابية لن تكون حقيقية.
 
وشدد البيان على أنه “في حالة إجراء عهدة خامسة غير معقولة أو تمرير السلطة لرجل مرتبط بالزمرة الحالية، فإن جيلا جديدا سيدعو الجزائريين إلى رفض استعمالهم كمبرر والمقاطعة حينها سيكون لها معنى أخلاقي، حتى وإن لن تؤثر بثقلها على نتائج عملية السطو الانتخابي”.
 
 
صابر بليدي
صحافي جزائري
 

آخر الأخبار

إصابة قوية تبعد إلياس سعد عن تربص المنتخب الوطني قبل مواجهة جزر القمر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية!

إصابة قوية تبعد إلياس سعد عن تربص المنتخب الوطني قبل مواجهة جزر القمر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية!

الجيش اللبناني يحذّر من "تجسس رقمي" إسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي: مخطط خطير للتجسس وتجنيد العملاء!

الجيش اللبناني يحذّر من "تجسس رقمي" إسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي: مخطط خطير للتجسس وتجنيد العملاء!

رحاب قويد: مغامِرة تونسية تجوب القارة الإفريقية بدراجة هوائية وتحقق المستحيل!

رحاب قويد: مغامِرة تونسية تجوب القارة الإفريقية بدراجة هوائية وتحقق المستحيل!

إسرائيل ترفع حالة التأهب وتواصل غاراتها في لبنان قبل ذكرى هجوم حماس

إسرائيل ترفع حالة التأهب وتواصل غاراتها في لبنان قبل ذكرى هجوم حماس

غزة تحت النيران: 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارة إسرائيلية على مسجد ومدرسة

غزة تحت النيران: 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارة إسرائيلية على مسجد ومدرسة

Please publish modules in offcanvas position.