في تونس العاصمة، اختتمت أعمال الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي شهدت نتائج وتوصيات هامة تعزز التعاون العربي في مجالات الأمن والسلامة، وقد أكدت هذه الدورة على الأهمية القصوى لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
تناول المجتمعون خلال هذه الدورة العديد من القضايا الأمنية الملحة، وتوصلوا إلى قرارات هامة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، ومن أبرز هذه القرارات، إقرار خطة أمنية عربية حادية عشرة، وخطة إعلامية عربية تاسعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، بالإضافة إلى خطة مرحلية ثامنة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية، وتعكس هذه الخطط التزام الدول العربية بتحسين الأمن والسلامة في مختلف المجالات.
ويشهد العالم تقدما سريعا في مجال الذكاء الاصطناعي، ولذا تم تثمين مقترح المملكة العربية السعودية بوضع خطة عربية لمواجهة الجرائم المرتكبة بواسطة تلك التكنولوجيا المتقدمة، وتم تكليف الأمانة العامة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة، مما يعكس التزام الدول العربية بمكافحة الجريمة واستخدام التكنولوجيا لصالح الأمن والسلامة.
علاوة على ذلك، فقد تم الترحيب بإنشاء مجلس وزاري عربي للأمن السيبراني في إطار جامعة الدول العربية، وهو تطور هام يعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التهديدات السيبرانية وحماية البنية التحتية الرقمية للدول.
وفي سياق آخر، ناقش المجلس سبل تعزيز الجهود العربية للوقاية من المخدرات ومكافحتها، وأقر عدة إجراءات جديدة في هذا الصدد، وتعهدت الأمانة العامة بتنفيذ هذه الإجراءات، وثمن المجلس التعاون القائم بين الأمانة العامة والمؤسسات العربية والدولية المشاركة في جهود مكما أشارت الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب إلى أهمية تعزيز التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتم التأكيد على ضرورة تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية لمكافحة هذه التحديات.
وفي ختام الدورة، أعربت الدول العربية عن تقديرها للجهود التي بذلتها تونس كبلد مضيف لهذا الحدث الهام، وثمنت التنظيم والاستعدادات التي قدمتها السلطات التونسية، وأكدت على استعدادها للتعاون المستقبلي وتبادل الخبرات في مجالات الأمن والسلامة.
تعد الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي في مجالات الأمن والسلامة، وتؤكد هذه الدورة على التزام الدول العربية بالتعاون والتنسيق لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة العربية.
إيمان مزريقي