في ظل الظروف الكارثية والتهديدات المحتملة لهجوم إسرائيلي جديد على مدينة رفح، التي تُعد آخر ملاذ نسبيًا آمنًا في قطاع غزة، يؤكد الفلسطينيون الذين فرضت الحرب تشريدهم عن منازلهم على شدة رغبتهم في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. تأتي هذه التطورات في وقت يشير فيه مسؤولون أمريكيون إلى احتمال التوصل إلى هدنة مؤقتة في الفترة القريبة.
مفاوضات تُجرى حاليًا بشأن مقترح لتحقيق وقف للقتال، قد يتم تطبيقه في بداية شهر رمضان في مارس، بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. ورغم تلك التطورات، تعبر حركة حماس عن تحفظات كبيرة وتصف الخلافات القائمة حول الاتفاق المحتمل، مع إصرارها على ضرورة وقف دائم للقتال.
تعبر النازحة رحاب رضوان، التي هجرت منزلها في خان يونس وعاشت في ظروف صعبة، عن رغبتها الشديدة في وقف دائم لإطلاق النار. تقول رحاب: "إننا نأمل في وقف دائم لإطلاق النار، فنحن لا نرغب في عودة الحرب مرة أخرى. دمرت الحرب الأولى بيوتنا وجعلتنا نعيش في ظروف صعبة. نحن نأمل في العودة إلى أماكننا، حتى وإن لم يكن هناك بيوت، ولكن نحن لا نرغب في البقاء نازحين. هذا هو أملنا".
وبعد ما يقرب من خمسة أشهر من الحملة الإسرائيلية، فر العديد من سكان غزة من منازلهم، حيث تضررت أو دُمرت معظم المنازل جراء القصف. يُحذر الوكلاء الإغاثيون من تفاقم المجاعة وانتشار الأمراض في مدينة رفح.
الحملة الإسرائيلية بدأت في أكتوبر الماضي بعد هجوم أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا واحتجاز رهائن. وتشير الإحصائيات الصهيونية إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية الحملة.
مع تسارع الأحداث وتفاقم الأوضاع الإنسانية، يتناول المفاوضون إمكانية تحقيق هدنة لستة أسابيع، ولكن حركة حماس تعبر عن اعتراضاتها وتطالب بوقف دائم للقتال.
في هذا السياق، يعبر الفلسطينيون عن ترحيبهم بأي توقف للقتال، حتى وإن لم يكن دائمًا، حيث يفضلون وقف العنف والعودة إلى حياتهم الطبيعية.