في خضم الصراع المستمر الفلسطيني مع الكيان الصهيوني الغاشم ، تتعرض النساء الفلسطينيات لعنف وحشي وإبادة جماعية تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني، فلقد تصاعدت الهجمات على النساء الفلسطينيات بشكل غير مسبوق منذ طوفان الاقصى في 07 أكتوبر 2023، تاركة وراءها دربا من المعاناة والدمار للتفاقم اكثر، والآن، في شهر رمضان المبارك، تزداد معاناة النساء الفلسطينيات سوءا بسبب عدم تحرك الدول العربية والإسلامية للدفاع عن حرماتهن، حيث يستغل الاحتلال الغاشم هذا الشهر الفضيل لشن المزيد من الهجمات على النساء الفلسطينيات، مستغلا انشغال المسلمين بالعبادة والصيام.
يتجلى العنف ضد النساء الفلسطينيات في أشكال متعددة، بما في ذلك انه قد قتلت العديد من نساء وجرحن بأعداد كبيرة، وتشير التقارير إلى أن 70% من القتلى في غزة من النساء والأطفال، كما انهن تعتقلن بشكل تعسفي وتتعرضن للتعذيب في السجون الإسرائيلية، ويتعرضن لأشكال مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، مما يتسبب في آثار مدمرة على صحتهن الجسدية والنفسية، حيث يستخدم الاحتلال المغتصب الاغتصاب والاعتداء الجنسي كأدوات للإرهاب والتخويف، وتتعرضن خلاله الفتيات لهذه الجرائم البشعة التي تنتهك كرامتهن وتترك ندوبا نفسية وجسدية عميقة.
يتجاوز العنف ضد النساء الفلسطينيات مجرد الانتهاكات الفردية، إنه جزء من حملة إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى تدمير النسل الفلسطيني، ويتم ذلك من خلال استهدفهن خصيصا بهدف قطع النسل وتدمير الأسرة الفلسطينية، ويتحقق ذلك من خلال القتل والتشريد والتعذيب والاغتصاب والاعتقال التعسفي، كما يهدف هذا العنف إلى تدمير الهوية الفلسطينية من خلال التنكيل بالفتيات و النساء اللائي يلعبن دورا حيويا في الحفاظ على الثقافة والتقاليد الفلسطينية، كما أن الكيان المغتصب يسعى جاهدا إلى تهجير الشعب الفلسطيني من خلال تدمير منازلهم ومصادر رزقهم وإجبارهم على الفرار من ديارهم.
إن العنف ضد النساء الفلسطينيات له عواقب مدمرة على المجتمع الفلسطيني، فهو يؤدي الى معاناتهمن من صدمات نفسية وجسدية شديدة نتيجة للعنف الذي يتعرضن له، كما دمر الأسر والمجتمعات الفلسطينية، مما يقوض النسيج الاجتماعي،كما منعهن من المشاركة الكاملة في المجتمع والمساهمة في التنمية.
للأسف، ظل المجتمع الدولي و العربي الاسلامي صامتا إلى حد كبير بشأن العنف ضد النساء الفلسطينيات خاصة خلال شهر رمضان المعظم، فلقد فشل في إدانة هذه الجرائم البشعة واتخاذ إجراءات ملموسة لوقفها، هذا الصمت المتواطئ يرسل رسالة مفادها أن حياة النساء الفلسطينيات لا قيمة لها، وأن معاناتهن يمكن تجاهلها.
إن العنف ضد النساء الفلسطينيات ليس مجرد انتهاك لحقوق الإنسان بل هو جريمة ضد الإنسانية، كما ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية في حماية النساء الفلسطينيات وحقوقهن، ايضا لابد من أن يضغط على الكيان الصهيوني الغاشم لوقف العنف واحترام حقوق النساء الفلسطينيات، كما يجب توفير الدعم للناجيات من العنف، بما في ذلك الرعاية الطبية والقانونية والنفسية.
إن إنهاء العنف ضد النساء الفلسطينيات ليس مجرد مسألة عدالة وحقوق الإنسان، إنه ضروري لسلام واستقرار المنطقة، كما يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف الآن لوقف هذه الإبادة الجماعية الصامتة وحماية النساء الفلسطينيات وحقوقهن.
إيمان مزريقي