في ليلة مظلمة، تاريخها الأحد الماضي، شهد مخيم تل السلطان في رفح بغزة مأساة إنسانية لا تُنسى. بعد أيام قليلة من تصاعد التوترات والاشتباكات في المنطقة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا وحشيًا على المخيم، الذي كان يؤوي مدنيين نازحين، مخلفًا وراءه دمارًا هائلًا وخسائر بشرية فادحة.
وبينما تمزقت الخيام البلاستيكية وتصاعدت ألسنة اللهب، جرّ الهجوم العشوائي العديد من الأرواح البريئة، بينهم أطفال رضع ونساء وكبار السن. هذا المشهد المروع، الذي عكس قسوة العمل العسكري وانتهاكات حقوق الإنسان، أثار غضبًا عارمًا وانتقادات شديدة من خبراء حقوق الإنسان ومنظمات دولية.
نحو 50 خبيرًا أمميًا في مجال حقوق الإنسان، عبّروا عن استيائهم الشديد ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف ما وصفوه بـ"إراقة الدماء" في غزة. طالبوا بإجراء تحقيق دولي مستقل في الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها، إلى جانب فرض عقوبات على إسرائيل للضغط عليها من أجل الالتزام بالقانون الدولي.
من جهته، أكدت الأمم المتحدة أن الهجوم الإسرائيلي على المدنيين النازحين يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويمثل هجومًا على اللياقة الإنسانية والإنسانية المشتركة. وأشارت إلى أن الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب على الاحتلال الإسرائيلي الامتثال لها.
مع استمرار تصاعد العنف والتوترات في المنطقة، تزداد دعوات المجتمع الدولي لوقف الإراقة الدموية وإيقاف المأساة الإنسانية في غزة. إنه وقت العمل الجاد والحاسم لوقف هذه الأعمال الوحشية وتحقيق العدالة والسلام لأهلنا في فلسطين.